كشفت صحيفة "الاخبار" بأن الرئيس السابق ميشال عون أكد لوفد حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة للمقاومة النائب محمد رعد معارضته لوجهة نظره حيال الحرب في غزة معتبرا انه " كمسؤول لا يسعني الوقوف متفرجاً على الحقائق أمامي وأصمت".

ولفتت الصحيفة الى ان "عونأصغى إلى ما أدلى به رعد عن الدوافع التي أملت على حزب الله الانخراط في حرب غزة عبر إشعال جبهة الجنوب"، وردُّ عون بأن "وجهة النظر هذه بالنسبة إليّ ضعيفة غير مقنعة. أعتبرها معركة خاسرة. أنا خائف عليكم، لكنني خائف على لبنان أيضاً. لا أعرف إلى أي مدى يسع الحزب الاستمرار في هذه المعركة والمدى الذي سيصل إليه، بينما أخشى من النتائج لأن موازين القوى ليست في مصلحته ولا في مصلحتنا نحن".

وبينت الصحيفة انه بحسب عون "ما يجري في حرب غزة ليس معركة متكافئة بين طرفيْن. ليست من واحد الى واحد، بل انخرط الغرب كله فيها بدءاً بالأميركيين وصولاً إلى الأوروبيين وراء إسرائيل التي تملك أكبر قوة تدميرية في الشرق الأوسط، في إمكانها أن تطاول الشرق الأوسط بأكمله بفضل جسور الدعم والتمويل والتسليح المقدّمة إليها، خصوصاً من الأميركيين. يقصف الحوثيون البواخر التجارية بينما ترسو بواخر مدّ إسرائيل بالسلاح في ميناء حيفا. ألا يلفت الحزب أن العالم تعاطف مع الشعب الغزاوي ولم يدعم مرة حماس أو أيّدها في موقف. أليس لذلك مغزى؟".

وكشفت الصحيفة ان "عون لم يخفِ قلقه من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قرى لبنانية في الجنوب وصارت صورة مصغّرة عن غزة بفعل تعرّضها للتدمير الكامل وتهجير الأهالي". لم يرَ في ما يجري مصدر مخاوف الرأي العام المسيحي فحسب، بل الرأي العام اللبناني برمّته "سوى ذلك، أي تبرير ليس سوى أعذار"

واوضحت الصحيفة ان مما قاله عون لرعد إن "على حزب الله أن يتنبّه إلى بعض ما يشاع بخبث حيال عدم استهداف إسرائيل بلدات وقرى مسيحية بقصفها وتدميرها كما لو أنها تؤيّدها، وهو غير صحيح على الإطلاق". جواب محدّثه أن الحزب "تنبّه إلى هذه المسألة".

واعتبرت الصحيفة ان مأخذه الرئيسي على حزب الله بإزاء حرب غزة "أننا لم نُستشر في قرار خطير كهذا. كنت الوحيد إلى جانبه عندما هاجمت إسرائيل لبنان عام 2006، وكان يقاوم آنذاك عدواناً على لبنان. في حرب سوريا كنت إلى جانبه عندما منع الإرهاب والتطرف من وضع اليد على لبنان. لا ننسى أن الإرهابيين دخلوا إلى البقاع الشمالي وإلى بلدات شيعية وتدفّق السلاح هناك وكذلك الخلايا النائمة وحدثت تفجيرات، فدافع الحزب عن نفسه وعن بلداته. إدخالنا في حرب غزة مختلف تماماً. ليس مقاومة لإسرائيل ولا دفاعاً عن حدود لبنان كي نكون إلى جانبه، بل تورّط في حرب سوانا وذهب إليها بمفرده. لا الحكومة اللبنانية قررتها ولا الجامعة العربية. هل من معاهدة دفاع مشترك بيننا وبين غزة؟ التزم بما ليس في وسع لبنان التزامه".

وشدد عون على ان استمرار التواصل مع حزب الله قائم و"لم نُرد مرة الانفصال عنه ولا عن سواه. نحن معاً جميعاً في مجلس نيابي واحد. نتفق أحياناً على مشروع فنصوّت له ونختلف على آخر فنتباين في الاقتراع. ذلك ما يحصل أيضاً بين كتل أخرى". مع ذلك لا يلمس تحسّناً في علاقة باسيل بحزب الله.