اشار رئيس حزب "القوات"، سمير جعجع بعد "ريستال الآلام" في معراب، بعنوان "على طريق القيامة"، الى اننا "نلتقي هذا العام كما كل عام لإحياء ذكرى درب الجلجة والآلآم، ولكن هذه السنة لم نلتقِ من أجل ذلك فحسب، بل لأننا نعيش "بلحمنا ودمّنا" درب الجلجلة والآلآم".

ولفت الى اننا "نعيش مع غزّة في طريق جلجلة وآلام وعذابات لا تنتهي، حيث الأولاد والنساء يموتون يوميا بطرق مختلفة، ان قتلاً ام جوعاً ام مرضاً ام تشريداً، ام تيهاً في أرض غزة الضيقة المساحة والواسعة كثيرا لجهة استيعابها آلام وعذابات وجلجلة أكثر من مليوني إنسان يعيشون فيها. كما اننا نعيش الجلجلة والآلام مع شعب السودان الذي يعاني أكثر مما نشهده مع شعب غزة، مع مفارقة أن السودان قضية منسيّة تقريبا، ولا أدري ان كانت موضع اهتمام اي دولة في العالم، باستثناء بعض التصريحات والمواقف التي "لا بتخفف ألم، ولا بتقصّر طريق جلجلة". ايضا وايضا نعيش الجلجلة والآلام مع شعب أوكرانيا الذي يرزح منذ اكثر من سنتين تحت النار، في حرب "ما بقى تنتهي"، وبأفق تقريباً مسدود".

وشدد على ان "مسيرة الجلجلة والآلام في لبنان تبقى الأكبر، حيث دفع أجدادنا وأباؤنا الغالي من دم وعرق وسهر وجد وكدّ بهدف توريثنا "دولة"، ولكننا نجد أنفسنا بشكل متواصل في صراع مع مجموعة لا تهمها "الدولة" وتسعى يوميا الى هدم مداميكها". وأسف لأننا "بتنا نعيش في أرض من دون نظام، دولتنا مخطوفة، قرارنا بيد غيرنا، ومع فريق يسمح لنفسه بزجنا في أخطر حرب "غصباً عن إرادة شعب بكاملو"، فهو قادر على ايقاف العدالة حين يشاء، كما حصل في قضيّة المرفأ، وتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية في حال لم نتجاوب مع مطالبه، وهو ايضا قادر على التحالف مع الفساد "شمال ويمين" لتغطية مشروعه غير اللبناني وللسيطرة على الدولة".

واذ رأى ان "الشعب اللبناني الذي يحيي هذا العام ذكرى الآلام، يعيشها ايضا، ويسير درب الجلجلة والعذابات والصلب"، أكد جعجع انه "كما أوصلتنا درب جلجلة معلّمنا الأول، يسوع المسيح، الى القيامة ستنتهي بنا درب جلجلتنا الحالية الى الخلاص والقيامة، وبالتالي يجب ان تحمل هذه السنة عنوان "الإيمان والرجاء والصمود"، بدلا من ان تكون مناسبة للحزن".

اضاف: "نحن شعب مؤمن، مليء بالرجاء، والا كيف استطعنا على مدى 1500 سنة الحفاظ على وجودنا وإيماننا وحريّتنا، وطريقة عيشنا. نحن شعب صلب، لم يلن في تاريخه امام أعتى وأكبر الإمبراطوريات. نحن شعب نشيط، ناجح، حوّل الجبال القاسية المنحدرة الى أراضٍ خصبة، ولمع حتى في أكثر البلدان المتقدمة والمتطوّرة. شعب "هالقد عندو تاريخ" ويتمتع بالصلابة والإيمان والتصميم، لذا من غير الممكن ان تقف في وجهه أي صعوبة مهما كانت كبيرة. "الصعب عا غيرنا، هيّن علينا"، نحن شعب لا يموت، كما رأينا بالأمس في رميش وعين إبل وغيرهما من بلدات الجنوب".