نظم كهنة قطاع الزاوية - الساحل في ابرشية ​طرابلس​ المارونية، ندوة بعنوان " ​البطريرك الدويهي​ من الزاوية إلى العالمية "، مواكبة للنشاطات التي تقام لمناسبة ​تطويب​ه، في قاعة كنيسة مار سركيس وباخوس في بلدة ارده في قضاء ​زغرتا​، في حضور النائب العام على أبرشية طرابلس المارونية الخورأسقف أنطوان مخائيل ممثلا رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، ولفيف من كهنة القطاع، إلى حشد من المدعويين من ابناء البلدة والجوار.

وفي كلمة له، لفت خادم رعية ارده الخوري جان صعب الى ان "تفصلنا ساعات عن احتفال تطويب البطريرك الدويهي و نحن نجتمع اليوم في هذا المكان كي نتذكر من وطأت قدماه هذه الارض منذ أربعمئة عام".

من جهته، لفت الخوري عبود جبرائيل، الى أن "البطريرك اسطفان الدويهي رائد ​الحداثة​، ومهيىء الطريق للمجمع اللبناني عام 1726". فأشار في بداية كلامه إلى " ان تاريخ البطريرك اسطفان الدويهي اكبر بكثير من ان يحصى في صفحات او كتب، فتاثيره ابعد بكثير على مسار حياتنا اليومية، انه تاثير محوري في تاسيس ​الكنيسة المارونية​. فهو كما العمود الوسط الذي يحمل البيت، ولا يمكن التحدث عنه من دون ذكر من عبد الطريق قبله. ان ما قامت به المدرسة المارونية مهم لكن البطاركة الذين ليسوا من المدرسة المارونية كان لهم دور أساسي في ما قام به البطريرك الدويهي. فالمدرسة المارونية هي معهد أعطى الكنيسة عددا كبيراً من المثقفين الذين كانوا سبب النهضة في الكنيسة، بعد ضغط كبير من ​روما​. واهمية هذا الجيل المثقف ان قسماً منهم بقي في روما وقاموا بتجذير اصيل بين الشرق والغرب، فكانوا صوت الكنيسة المارونية، و ما كان لها ان تصل إلى المجمع اللبناني لولا وجود أشخاص معتدلين مثل البطريرك اسطفان الدويهي".

واضاف :"هذا الاعتدال والحكمة والقدرة طبعت حياته رغم الصعوبات الكبيرة التي عاشها خاصة على صعيد البطريركية لمدة ثلاثين سنة. هذا البطريرك الصلب عرف كيف يعيش باعتدال، وبطولته في كل كتب التاريخ الذي كتبها انه جمع طيلة حياته أينما وجد كل ما كتب عن الكنيسة المارونية، لهذا فهو محطة رئيسية وتاريخية في حياتنا الكنسية".

والمداخلة الأخيرة كانت للاب إلياس حنا حول موضوع "الدويهي رجل ايمان"، لافتا الى انها "محاولة التحدث عن ايمان الدويهي وكيف يعلمنا الايمان الذي كان ايماناً عابداً مصلياً ومريمياً، احب مريم العذراء كثيراً وتعيد لها، وتميز بهذا الايمان الذي كان مصلياً فمن كان مؤمناً وليس مصلياً فهو ليس مؤمناً، فلا فصل بين اللاهوت والصلاة:.

وتابع؛ "كانت عبادته غير معقولة لمريم العذراء، فلم يجد احد يمسكه بيده لايصاله إلى الله غيرها. من لا يقرأ في الكتاب المقدس يكون ​إيمان​ه ضعيفاً".

وتحدث الاب حنا عن مضمون الايمان عند الدويهي الذي يريدنا ان نكون مؤمنين عبر تجسدنا في الحياة اليومية كما تجسد السيد المسيح، وان نشرك ألامنا مع آلام المسيح، وان تكون القيامة هي الوجه الثاني لحياتنا، وان تكون حياتنا على الارض مرحلة للانتقال إلى الحياة الثانية، وان ننظر إلى مجيء الرب ثانية".