استهل رئيس الجمهوريّة جوزاف عون زيارته إلى البحرين بلقاء مع القائمة بالأعمال في السّفارة اللّبنانيّة السّفيرة ميرنا الخولي، واطّلع منها على العلاقات اللّبنانيّة- البحرينيّة، وأطر التعاون القائم بين البلدين، كما اسمتع إلى شرح عن أوضاع الجالية اللّبنانيّة في البحرين.
وأكّد، خلال استقباله رؤساء تحرير الصّحف ووكالة الأنباء البحرينيّة، "أنّه يتطلّع بكثير من الاهتمام إلى اللّقاء الّذي سيجمعه غدًا بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والمسؤولين البحرينيّين، وذلك للبحث في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها إعادة فتح سفارة البحرين في لبنان بعد تعيين سفير غير مقيم، وتسهيل سمات دخول اللّبنانيّين إلى البحرين، وإعادة تسيير طيران الخليج، وتفعيل العلاقات الاقتصاديّة والزّراعيّة وغيرها من المواضيع".
وأشار الرّئيس عون إلى أنّ "الزّيارات الّتي يقوم بها إلى دول الخليج تهدف إلى إعادة وصل ما انقطع بين لبنان وهذه الدّول، والأهم إعادة الثّقة بين الخليج ولبنان"، لافتًا إلى أنّ "اللّبنانيّين ينتظرون زيارة أشقائهم من البحرين خلال هذا الصّيف، والاستمتاع بالضّيافة اللّبنانيّة وجمال لبنان ومناخه المميّز".
ثمّ شرح "ما تقوم به الحكومة على صعيد ضبط الأوضاع الأمنيّة ومكافحة التهريب، وضرورة إعادة فتح الأسواق الخليجيّة أمام الصّادرات الزّراعيّة اللّبنانيّة، خصوصًا أنّ المعابر البرّيّة والبحريّة والجوّيّة في لبنان باتت ممسوكة أمنيًّا".
كما تطرّق إلى "قرار حصريّة السّلاح وسبل تنفيذه، وحق الدّولة وحدها في إعلان قرار الحرب والسّلم"، مركّزًا على أنّ "الإصلاحات جارية في مختلف المجالات، لا سيّما في المجال المصرفي، حيث تتعاون الحكومة مع مجلس النّواب في إقرار القوانين الخاصّة بهذه الإصلاحات".
واعتبر الرّئيس عون أنّ "صفحة الماضي طُويت، وألّا خوف على لبنان، وأنّ جولاته على دول الخليج كانت ناجحة، حيث لمست شوق الخليجيّين للمجيء إلى لبنان، إضافةً إلى استعداد هذه الدّول لمواصلة تقديم المساعدات إلى الشعب اللبناني. لقد مددنا الجسور، والمستقبل بات واعدًا".
وشدّد على أنّ "تطبيق حصريّة السّلاح المتّخذ والّذي لا رجوع عنه، يتمّ بروية على نحو يحفظ وحدة لبنان ويمنع الإضرار بالسّلم الأهلي"، مبيّنًا أنّ "إسرائيل لا تزال تمتنع حتّى السّاعة عن التقيّد باتفاق 26 تشرين الثّاني 2024، وتواصل اعتداءاتها على لبنان، ولا تستجيب للدّعوات الدّوليّة للتقيّد بوقف الأعمال العدائيّة".
وردًّا على سؤال، أكّد أنّ "أيّ حل يحتاج إلى من يضمن تنفيذه، لا سيّما أنّ إسرائيل لم تلتزم بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، في حين أنّ لبنان التزم الاتفاق ونشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، ولا يزال وجود الإسرائيليّين في التلال الخمس عائقًا أمام استكمال انتشار الجيش"، معلنًا أنّ "عديد الجيش في الجنوب سيرتفع إلى عشرة آلاف مع حلول نهاية العام، وحيثما حل الجيش صادر الأسلحة والذخائر وأنهى كل مظاهر مسلّحة". وأضاف: "إنّ قرارنا بإنقاذ الدّولة نهائي، ولن نوفّر جهدًا لتحقيق ذلك".
من جهة ثانية، لفت الرّئيس عون إلى أنّ "انتخاب البحرين عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، دليل ثقة العالم بها، وهي ستحمل القضايا العربيّة ومنها القضيّة اللّبنانيّة إلى هذا المحفل الدّولي الرّفيع"، داعيًا أبناء البحرين خصوصًا وأبناء الخليج عمومًا إلى "المجيء إلى لبنان وتمضية فصل الصّيف فيه"، وقال:" لبنان ينتظركم".
ويزور الرّئيس عون قبل ظهر غد، مجلس التّنمية الاقتصاديّة، على أن ينتقل بعد ذلك إلى قصر القضيبية حيث يجري محادثات مع الملك البحريني وكبار المسؤولين بعد استقبال رسمي سيُقام له، يليه تصريحان للإعلام، ثمّ محادثات موسّعة بين الوفدَين اللّبناني والبحريني، وغداء رسمي يُقام على شرف رئيس الجمهوريّة؛ الّذي يُنتظر أن يغادر بعدها المنامة عائدًا إلى بيروت.