أشار مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، خلال زيارته برفقة وفد من مفتيي المناطق، رئيس الجمهوريّة جوزاف عون في قصر بعبدا، إلى أنّ "من واجبنا في هذه المرحلة الحسّاسة والدّقيقة الّتي نمر بها في لبنان، أن نتواصل معكم لكي نكون على اطّلاع على ما يجري. فنحن نشعر أنّ هناك خوفًا وقلقًا لدى اللّبنانيّين، وما من أحد يطمئنهم إلّا أنتم. فأنتم رمز وحدة لبنان ووحدة اللّبنانيّين، وأنتم مؤتمنون على اتفاق الطائف والدّستور"، مبيّنًا "أنّنا نتبع ما تقومون به من أجل الدّاخل اللّبناني، كما نتابع جولاتكم العربيّة وغير العربيّة، ونتمنّى لكم كل التوفيق، داعين الله أن يأخذ بيدكم لما فيه مصلحة لبنان واللّبنانيّين".
وأكّد "أنّنا أمام مرحلة صعبة، ونواجه الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرّة على وطننا. إنّ القرار 1701 مذ وُضع على الطّاولة، لم يُنفَّذ إلّا من الجانب اللّبناني، والجانب الإسرائيلي لم يلتزم به أبدًا. وبعده أتى وقف إطلاق النّار من جانب واحد هو الجانب اللّبناني. وبحسب ما نقرأ ونتابع، يتم اليوم طرح اتفاقيّات جديدة. فليتم تنفيذ القرار 1701 الّذي يتضمّن الأمور كافّة، بكامل مندرجاته، فيتم الإستغناء عن اتقاقيّات جديدة".
وشدّد المفتي دريان على أنّ "من واجبنا كجهاز ديني، وجزء من هذا الوطن، أن نكون دائمًا على تواصل مع الرّئيس، لأنّ المفتين أيضًا بحكم مسؤوليّتهم الدّينيّة والوطنيّة مسؤولون ليس فقط عن جزء من اللّبنانيّين، بل عن اللّبنانيّين كافّة في مناطقهم ومحافظاتهم. وهم متابعون جدًّا لمواقفكم وتحرّكاتكم، وما تقومون به من أجل حماية لبنان في هذه الظّروف الصّعبة".
ولفت إلى "أنّنا نعوّل على حكمتكم للحفاظ على لبنان، وهذا ليس بغريب عنكم، قبل الرّئاسة وأثناءها. ولقد سبق وأثنينا على خطاب القسم الّذي لقي الاستحسان عند جميع اللّبنانيّين. نحن معكم في وضع هذا الخطاب موضع التنفيذ، وأنتم ملتزمون بهذا الخطاب الّذي نعتبره مدخلا لإنقاذ لبنان واللّبنانيّين".
كما ركّز على أنّ "اللّبنانيّين قد عانوا الكثير في السّنوات السّابقة، أزمات تلو الأخرى، ومع ذلك صمدوا. وهم باتوا اليوم بحاجة إلى أن يشعروا أنّه أصبحت لديهم دولة تحميهم"، مثنيًا على "التنسيق والتعاون بين الرّئاسات الأساسيّة الثّلاث، وأنتم في هذا الاتجاه، لكي يكون الموقف اللّبناني موحّدًا. وهذا ما تم من خلال الورقة اللّبنانيّة الّتي وضعتموها مع بعضكم، وتم تقديمها الى المبعوث الأميركي".
وأضاف دريان: "نحن في لبنان لا يحمينا إلّا الالتفاف حول المؤسّسات الدّستوريّة، ووحدتنا الوطنيّة وعيشنا المشترك الّذي نحن متمسّكون به إلى أبعد الحدود. كما أنّنا متمسّكون بالدّستور واتفاق الطّائف الّذي أنهى الحرب الدّامية الّتي مرّ بها لبنان"، مشيرًا إلى "أنّنا نعوّل عليكم الكثير لكي نجتاز هذه المرحلة الحسّاسة والدّقيقة، لأنّ المواطنين متخوّفون من تجدّد الحرب الإسرائيليّة على لبنان، كما نعوّل عليكم لكي تطمئنوا اللّبنانيّين".
وأكّد أنّ "وحدتنا اللّبنانيّة والوطنيّة هي الّتي تحمينا، ونحن متكاتفون إزاء الاعتداءات الإسرائيليّة، فالعدو الإسرائيلي لديه مطامع بأرضنا وجوّنا ومياهنا. نحن جزء من الأمّة العربيّة الكبرى"، معلنًا "أنّنا مع الإجماع العربي، وما يتفق عليه العرب جميعًا نحن معهم فيه. وأنتم أعدّتم لبنان إلى موقعه الأصيل في الحضن العربي. وما قمتم به من زيارات متعدّدة يؤكّد هذا الأمر".
وختم: "طبعًا أنتم وما تمثّلون بالنّسبة إلى لبنان واللّبنانيّين، موضع ثقة لدى الأشقّاء العرب وعند غير العرب أيضًا. وأنتم أكثر من يراعي التوازن بين مكوّنات المجتمع اللّبناني، فأنتم تمثّلون كل لبنان، ومؤتمنون على حفظ استقرار وسلامة لبنان واللّبنانيّين، ولدينا ملء الثّقة بكم".
وأوضح دريان بعد اللّقاء، أنّه "كان مميّزًا، وتواصُلنا مع الرّئيس عون دائم ومستمر، وعندما نأتي إلى القصر الجمهوري، نأتي لمقابلة الرّئيس الّذي يمثّل رمز وحدة لبنان واللّبنانيّين"، مبيّنًا "أنّنا نمرّ في هذه الأيّام بظروف حسّاسة ودقيقة، وتبادلنا مع الرّئيس وجهات النّظر حول ما يمكن أن نقوم به من أجل حماية لبنان ممّا يمكن أن يتعرّض له من أزمات. وكان هناك توافق تام في الرّؤية، حتّى نكون جميعًا في خدمة لبنان واللّبنانيّين".
وذكر "أنّنا لمسنا من الرّئيس عون حرصه الكبير على مضامين خطاب القسم، وإصراره على المضي به قدمًا، وهذا الأمر من الأمور المهمّة الّتي تحفظ استقرار وأمن لبنان واللّبنانيّين"، مشدّدًا على "أنّنا في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرّقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكّد وحدتنا الوطنيّة الّتي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصّهيوني بأرضنا".
وأفاد بأنّ "القرار 1701 نُفّذ فقط من الجانب اللّبناني فقط، فيما لم تقم إسرائيل بتنفيذه بل على مدى السّنوات الماضية خرقته كثيرًا. واتفاق وقف إطلاق النّار التزم به لبنان، لكن إسرائيل لم تلتزم به إلى الآن، وتقوم بخروقات واعتداءات يوميّة على أهلنا في الجنوب وغيره من المناطق اللّبنانيّة".
ولفت دريان إلى "أنّنا أكّدنا مع الرّئيس عون أنّ أقوى سلاح بوجه إسرائيل وأطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللّبنانيّين. فلبنان بوحدته، لن يستطيع أحد أن يمرّر أي مشروع تقسيمي أوتفتيتي يفرّق بين أبناء الوطن الواحد. صوت الاعتدال والوسطيّة يجب أن يسود عند كل اللّبنانيّين"، مشدّدًا على أنّ "الرّئيس عون يقوم بواجباته الدّستوريّة على أكمل وجه، ولا شك أنّنا جميعًا نلاحظ ما يقوم به في الدّاخل اللّبناني، وما يقوم به أيضًا من لقاءات عربيّة وأجنبيّة، من أجل أن يكون لبنان حاضرًا عربيًّا ودوليًّا، ونتمنّى له كل التوفيق بمهامه". ورأى أنّ "التنسيق والتعاون بين الرّئاسات الدّستوريّة الثّلاث مسألة مهمّة جدًّا، ويجب ان يبقى هذا التعاون والتنسيق مستمرًّا لما في ذلك مصلحة لبنان واللّبنانيّين".
وضمّ الوفد المرافق للمفتي دريان كلًّا من: مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، رئيس المحاكم الشرعية الشيخ محمد عساف، امين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ امين الكردي، مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي غزاوي، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ ايمن زيد الرفاعي، مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي، مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، مفتي صور الشيخ مدرار حبال، امين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي، ومدير العلاقات العامة والاعلام خلدون قواص.