أكد النائب حسن مراد، خلال حفل تخرج طلاب الجامعة اللبنانية الدولية في الخيارة- البقاع الغربي، انتماءه العميق للبقاع، موجًهًا تحية لها كأرض العنفوان والرجال أصحاب المواقف. كما هنّأ دفعة العلم والأمل من الطلاب المتخرجين على جهودهم المتميزة في ظل الظروف الصعبة، معربًا عن تقديره لدعم الأهل والأساتذة والجامعة المستمر.
وفي معرض حديثه عن واقع البلاد، أشار مراد إلى أن فرحتنا اليوم، رغم حلاوتها، تبقى ناقصة بسبب الظروف الصعبة والأزمات التي تمر بها البلاد والمنطقة، مستذكرّا معاناة غزة حيث يموت الطلاب والعائلات جوعًا وسط صمت العالم، مسلّطًا الضوء على تزايد الأزمات والأخطار المحيطة بنا.
إلى جانب هذه المخاطر المتزايدة، نوّه مراد إلى أن لبنان يواجه شللًا اقتصاديًا وفسادًا متراكمًا، وضعفًا في المؤسسات والقضاء، كما أن الشباب يزداد تفكيرهم في الهجرة، مع وجود مخاطر الطائفية التي تعيق التنمية. ومع ذلك، أكد مراد وجود أمل حقيقي يتجسد في تخرج الطلاب، ونضوج العقول، وتشكّل إرادة صادقة لبناء لبنان.
ولم يخفِ إيمانه العميق بقدرة لبنان على النهوض، معرّجًا على صبر الوطن وصموده وانتصاره المتكرر، موضحًا أن لبنان يمكن أن يكون نموذجًا للتعايش الحضاري بين كافة أطياف المجتمع، مرتكزًا على قيم العيش المشترك والحوار الهادف.
وتابع بالدعوة إلى التمسك باتفاق الطائف، مؤكدًا أنه ليس مجرد وثيقة من الماضي، بل هو العقد الوطني وضمانة وحدة لبنان. مشدّدًا على ضرورة تطبيق بنوده كاملة لإعادة عمل الدولة، واستعادة عدالة القضاء، ونظافة الإدارة، كخطوات لا غنى عنها لاستعادة الثقة بالمؤسسات.
ومع هذا الالتزام الجوهري، أكد أن بناء لبنان الجديد لا يتحقق إلا من خلال الحوار الوطني الحقيقي والمواطنة الفعلية. فإلغاء الطائفية السياسية يشكّل الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الشراكة الحقيقية والإرادة الجماعية، ليصبح وطننا جامعًا متماسكًا.
ومن بوابة الحلم بوطنٍ يليق بتضحيات أبنائه، ذكر مراد أهمية بناء دولة القانون والمؤسسات، مع إعادة هيكلة مؤسسات الدولة ضمن خطة اقتصادية واقعية، وتعزيز دور الجامعة الوطنية الرائدة. وشدّد على ضرورة وجود جيش قوي، وتحرير الأراضي المحتلة، والتمسك بالعروبة، وتقوية العلاقات مع الأشقاء العرب كجزء أساسي من الأمن القومي العربي.
وعلى صعيد الوحدة الوطنية، أكد النائب مراد أن اللبنانيين يشكلون سلاحًا قويًا لمواجهة المخططات التي تستهدف الوطن، رافضًا كل أشكال التمييز والفتنة، محذرًا من الانقسام، والعودة إلى مشاهد القتل على الهوية، وتقسيم الدول إلى ولايات متناحرة تخدم مصالح العدو.
كما استنكر مراد الإساءة إلى موقع رئاسة الحكومة، مؤكدًا أنه موقع وطني، غير مسموح لأي أحد التطاول عليه، ولم يكن يومًا، ولن يكون مكسر عصا. ولم يغفل التأكيد على حق المواطنين في النقد، لكنه رفض أن يتحول إلى استهزاء شخصي، معتبرًا أن "من الشرف لرئيس الحكومة ألّا يكون من يملك تاريخًا مشبوهًا راضيًا عنه، لأن العكس يعني أن هناك خطأً ما".
ومن البقاع، حيّا حسن مراد الجنوب والشعب اللبناني الصامد، مشددًا على أهمية تحرير الأراضي المحتلة لتحقيق الاستقرار الوطني. وتوجه بتحية خاصة للمناضل جورج عبد الله مرحّبًا بعودته، ومعتبرًا إياه رمزًا للنضال الوطني.
وانطلاقًا من هذا الالتزام الوطني العميق، شدّد على أن فلسطين تمثل جزءًا من هوية وضمير لبنان والبقاع، داعمًا الشعب الفلسطيني في نضاله المستمر من أجل الحرية والعدالة حتى التحرير الكامل.
وتوجّه النائب حسن مراد إلى الخريجين بالقول، إنّ تخرّجكم يشكّل انطلاقةً لأملٍ جديد، وجيلٍ قادر على التغيير، مشدّدًا على أهمية الوفاء للوطن، والعمل من الداخل لبناء دولة المؤسسات، وداعيًا إلى جيلٍ متعلّم ومسؤول يقود لبنان نحو غدٍ أفضل ووحدةٍ وطنيةٍ راسخة.