كشف وزير الخارجية ال​إيران​ي ​عباس عراقجي​ عن تفاصيل جديدة تتعلق بقرار ايران القبول ب​وقف إطلاق النار​ مع ​إسرائيل​، عقب حرب استمرت 12 يوماً الشهر الماضي. وأوضح في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اتخذ خلال اجتماع استثنائي في اليوم الثامن أو التاسع من المواجهة قرارًا استراتيجيًا يقضي بالموافقة على الهدنة دون شروط مسبقة، شرط أن تتقدم إسرائيل بطلب رسمي. وأكد أن القرار اتُّخذ "من موقع القوة".

وأشار عراقجي إلى أن إيران كانت تعتبر نفسها في موقع دفاعي، ولم تكن تسعى للاعتداء على أحد، لذا كان وقف إطلاق النار منطقيًا في سياق ​السياسة الإيرانية​. وأضاف أن القرار خضع لموافقة المرشد علي خامنئي، كما هو الحال مع جميع قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي، وأصبح جاهزًا للتنفيذ فور اكتمال الإجراءات.

وأوضح أنه في الساعة الواحدة فجرًا تلقت طهران إشارات بشأن استعداد إسرائيل لوقف القتال، ما استدعى مشاورات عاجلة مع قائد "​الحرس الثوري​" والجهات المعنية لتقييم مدى توافق هذا التطور مع القرار الإيراني. وجرى الاتفاق على أن إيران ستوقف عملياتها العسكرية فقط إذا أوقف الطرف الآخر هجماته.

وتحدث عراقجي عن سوء تفاهم حصل خلال الساعات الأولى من وقف إطلاق النار بسبب التباس في التوقيت، حيث استمرت الضربات حتى الساعة 7:30 صباحًا بتوقيت طهران، ظنًا من بعض الجهات أن المهلة تمتد حتى الرابعة فجرًا بتوقيت غرينتش. وأكد أن سوء التفاهم تم احتواؤه لاحقًا عبر اتصالات مباشرة.

كما أشار إلى حادثة أخرى بعد ظهر اليوم الأول لوقف إطلاق النار، حيث اتهمت إسرائيل طهران بإطلاق صواريخ وخرق الاتفاق، وردّت بهجوم جوي. وأوضح أنه أرسل حينها رسالة شديدة اللهجة إلى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، محذرًا من أن طهران سترد بقوة إن استُهدفت مجددًا، قائلاً: "ما فعلوه في لبنان لن يتمكنوا من تكراره هنا". وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدخّل لاحقًا عبر تغريدة أمر فيها الطيارين بالعودة، ما أوقف الهجوم، وأكد أن كل ما جرى كان منسقًا بين واشنطن وتل أبيب منذ البداية.

وفي ما يتصل بالتهديدات، نفى عراقجي تلقيه اتصالات مباشرة من إسرائيل، لكنه أشار إلى وقوع انفجار مقابل مقر سكنه خلال الحرب، جرى احتواؤه من قبل الأجهزة الأمنية. وأضاف أن طائرات مسيّرة كانت تحلق في أجواء تنقلاته بين طهران وتركيا خلال فترة الحرب.

ورد عراقجي على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد خُدعت في ​المفاوضات مع الولايات المتحدة​، قائلاً: "عند اتخاذ قرار الدخول في المفاوضات، يكون القرار وطنياً ويجب الالتزام به. القول إن وزارة الخارجية خُدعت غير صحيح؛ لأن المفاوضات كانت قراراً استراتيجياً للدولة بأكملها. وزارة الخارجية أدت دورها وفق توجيهات القيادة العليا للنظام".

أما عن احتمال استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، فقد قال عراقجي: "في وقت الانتصار، عندما يكون عَلمك مرفوعاً، يجب أن تذهب للمفاوضات؛ لأننا أثبتنا قوتنا للعالم». وأضاف: «الكيان الإسرائيلي كان يظن أن إيران ستنهار في أسبوع، لكن ذلك لم يحدث، وشاهدنا كيف تم تعيين قادة جدد خلال ساعات، وتم الرد على الهجمات بقوة".

واختتم عراقجي بالتأكيد على أن "العدو هو من طلب وقف إطلاق النار، وكنا نحن من وجّه الضربة الأخيرة".