احتفل رئيس اساقفة الفرزل و​زحلة​ والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، سيادة المطران إبراهيم مخايل ابراهيم ب​عيد التجلي​، خلال قداس إلهي أقيم في كنيسة مار الياس المخلصية في زحلة، بمشاركة الأرشمندريت سمير سركيس والأب جوزف جبور، بحضور رئيس الدير الأرشمندريت نقولا الصغبيني وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة شدد فيها على المعاني الروحية العميقة لعيد التجلي الذي يُظهر مجد الرب يسوع ​المسيح​ على جبل ثابور أمام تلاميذه.

واشار الى "اننا الليلة لا نحتفل فقط بعيد التجلي، بل نعيش سرّه. فالتجلي ليس فقط حدثًا ماضيًا حصل على جبل تابور، بل هو واقعٌ إلهيّ حاضرٌ معنا إذا انفتحت عيوننا بالإيمان. هو كشفٌ للوجه الحقيقي للمسيح، ذلك الوجه الذي تراه القلوب النقيّة، وتلهج به النفوس العطشى إلى النور.

واضاف :"في جبل التجلي، صعد يسوع ومعه بطرس ويعقوب ويوحنا، فاستنار وجهه، وتلألأت ثيابه بيضاء كالثلج. لم يكن هذا مجرّد مشهدٍ باهر، بل إعلانٌ عن هوية يسوع الحقيقية: هو ابن الله، وهو النور الذي لا ينطفئ، هو الكلمة المتجسدة التي ارتضت أن تحمل ضعف الإنسان، وتكشف له مجده في قلب الألم والصليب".

وتابع " وهنا، في زحلة، مدينة القديسين والشهداء، تتجلى هذه الدعوة بأبهى حللها. في زحلة، حيث الدم والدمع صارا بخورًا يرفع إلى الله، وحيث الصلوات لم تنقطع يومًا، مهما اشتدّت العواصف وتكاثرت الغيوم. في زحلة، حيث أجراس الكنائس تُقرع كأنها قلوب تنبض بالإيمان، وحيث الرهبانية الباسيلية المخلصية قد حفرت حضورها في أعماق هذه الأرض وفي قلوب أهلها."

واضاف" يا كنيسة مار الياس، يا كنيسة الرهبان الذين سكنوا الصمت والصلاة، يا صدى المخلّص في قلب زحلة… كم من نفوسٍ شُفيت هنا، كم من دعواتٍ رُسمت بين جدرانك، كم من صلواتٍ ارتفعت من مذبحك، حاملةً وجع الناس وأحلامهم، ترفعها إلى ذاك الذي تجلّى نورًا فوق الجبل.

واعتبر ان "العالم اليوم بحاجة إلى شهود لا إلى خطباء، إلى وجوهٍ تشعّ بالرجاء وسط اليأس، إلى قلوبٍ تحوّلت إلى جبل تابور صغير، يظهر فيها يسوع حيًّا، حاضرًا، مخلّصًا."