رأت صحيفة "الجزيرة" السعودية أن رئيس حكومة تصريف الأعمال ​نجيب ميقاتي​ احتاج إلى عامين ليكتشف أن من تحالفوا معه للإطاحة برئيس الحكومة السابق سعد الحريري أرادوا أن يجعلوا منه "جسراً" للعبور من خلاله للاستيلاء على لبنان الدولة وإلحاقها بركب "إمبراطورية ولي الفقيه" وبإدارة وكيل المرجع الإيراني مرشد ثورة الملالي في طهران علي خامنئي، فالملا حسن نصر الله منصبه المذهبي ممثل المرجع علي خامنئي، وهذا المنصب يتعدى غيره من المناصب والمراكز السياسية، وميقاتي يعلم هذا ويعرفه تماماً، كما يعلم بأن الانقلاب الذي دبره من أتوا به جاء بعد تظاهرة إرهاب لطائفته، طائفة نجيب ميقاتي، ففي 7 آذار استعرضت مليشيات حسن نصر الله وأرهبت أهل بيروت، وقد مثلت تلك التظاهرة الإرهابية حلفاء سعد الحريري فأعلن وليد جنبلاط سحب وزرائه المنتمين لحزب التقدم الاشتراكي "جبهة النضال الوطني" مما أدى إلى سقوط حكومة سعد الدين الحريري، إذ أدى انضمام وزراء جنبلاط مع وزراء حسن نصر الله ووزراء التكتل العوني إلى انهيار حكومة الوحدة الوطنية التي كانت تضم الكتل البرلمانية في مجلس النواب، وقد أقنع الشركاء الجدد نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة بعد انشقاقه عن جماعته، وحتى أهل طرابلس التي ينتمي إليها ميقاتي استهجنت أسلوب ميقاتي الذي عدّ وقتها فعلاً انتهازياً، وسلطت سهام النقد عليه، متناسين دور وليد جنبلاط الذي تحدثت العديد من المصادر اللبنانية بأنه تعرض للترهيب والتخويف وتهديده بأن مصيره سيكون نفس مصير رفيق الحريري إن استمر متحالفاً مع الحريري الابن في تحالف 14 آذار".

واعتبرت أن "ما أراد ميقاتي تحقيقه من خلال العمل العام أفشلته شركة ولي الفقيه لأن أجندتهم تختلف عن أهدافه ورؤيته، فقد كانوا بكل بساطة يريدون أن يكون "حصان طروادة" لغرض أجندة فارس في لبنان، وكان على ميقاتي أن يعرف ذلك منذ أول يوم عمل مع هذه الشركة الطائفية، لا أن يكتشف ذلك متأخراً وبعد اكتشاف جنبلاط، الذي دفعته تغير رياح القوة بعد الثورة السورية إلى إعلان تمرده".