رأى القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي في الأردن محمد الشلبي الملقب بـ"أبو سياف" أن "التغيير الذي يحصل في العديد من الدول العربية هو تغيير من عند الله"، معتبراً أنه "تغيير نحو الأفضل بالرغم من أن هناك دماء تسيل وأعراضاً تنتهك وغيره".

وأوضح، في حديث لـ"النشرة"، أن "التيار لا يعتبر أن نظام الحكم في الأردن شرعي"، مشدداً على أن "جميع الأنظمة الوضعية غير شرعية، ويجب أن تستبدل بنظام إسلامي يحكم بشرع الله".

وأكد "أبو سياف" أن التيار "لا يؤمن بالحدود بين الدول الموضوعة من قبل الغرب"، لافتاً الى أنه "يؤمن باقامة دولة خلافة إسلامية شاملة تحكم جميع المسلمين في شتى أنحاء الأرض"، مشيراً الى أن "غير المسلمين لن يعرفوا الطمأنينة إلا في ظل هذه الدولة"، موضحاً أنه "هؤلاء سيعرض عليهم ثلاث خيارات: الإسلام أو دفع الجزية أو القتال".

على صعيد الأحداث السورية، إعتبر أن "القتال هناك ليس قتالاً سياسياً، بل هو قتال شرعي حتى يتم تطبيق شرع الله"، لافتاً الى أن "القتال لن يتوقف قبل أن يروا نظاماً إسلامياً يحكم بشرع الله".

ورداً على سؤال حول رفض قيادة "الجيش السوري الحر" إرسال المقاتلين من خارج سوريا، قال: "ليس الجيش الحر من يحدد إذا كان بحاجة إلى ذلك أم لا، نحن مرجعيتنا في سوريا جبهة "النصرة" مع إحترامنا لكل من يقاتل النظام القمعي الإرهابي".

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع التيارات السلفية اللبنانية، أكد أن لا تنسيق في ما بينهم، لكنه أشار إلى أنه "معهم قلباً وقالباً في محاربة "حزب الله" الذي يدعي أنه يحارب أعداء الاسلام، في حين أن إسرائيل في جواره، ولا نشهد أي عمل له".

التغيير في العالم العربي من عند الله

أوضح "أبو سياف" أن "التغيير الذي يحصل في العديد من الدول العربية هو تغيير من عند الله"، معتبراً أنه "تغيير نحو الأفضل بالرغم من أن هناك دماء تسيل وأعراضاً تنتهك وغيره"، مؤكداً أنه "في سبيل تغيير الأنظمة الوضعية الجاسمة على صدور الأمة منذ عقود تكون هذه التضحيات رخيصة".

وشدد أبو سياف على أن "كل شيء يحصل هو بارادة الله، والدليل على ذلك هو عدم تعلم الأنظمة القمعية من بعضها البعض"، لافتاً إلى أن "حتى الأنظمة التي تعتبر نفسها في منأى عن الذي يحصل، وتحاول قمع شعوبها كما يحصل اليوم في العراق، ليست كذلك"، موضحاً أن "الصراع القائم هو صراع سياسي عقائدي شامل".

ورأى أن "الأنظمة الوضعية في كل أنحاء العالم لن ترضى عن التيار لأنه يخالف معتقداتها، ولأنها تعلم أنه يعمل على إزالتها من على وجه الأرض".

النظام الأردني غير شرعي

بالإنتقال إلى نظرة التيار السلفي الجهادي إلى نظام الحكم في الأردن، أوضح "أبو سياف" أن "لكل واقع حكمه، والواقع الآن يحتم علينا العمل بالطريقة التي نعمل بها، وإذا تغير الواقع تتغير المعاملة".

وأشار الى أنه "منذ نحو شهرين نشهد تصعيداً في التعامل معنا من قبل النظام، حيث هناك إعتقالات تحصل"، لافتاً الى أن "بعض العقلاء يدعوننا إلى الصبر"، وقال: "نسأل الله أن تسير الأمور في الطريق الصحيح".

وأضاف: "لدينا بعض القضايا العالقة مثل السجناء المسلمين من التيار في الأردن، ونحن نعمل على اخراجهم، والوضع مستقر باستثناء بعض المضايقات التي تحدثنا عنها"، وتابع: "في بعض الأحيان نجد آذانا صاغية وأحياناً لا نجد، وقد خرجنا في بعض الإعتصامات التي كان آخرها قبل أسبوعين والأسبوع المقبل لدينا اعتصام أمام رئاسة مجلس الوزراء، ونحن أعلنا أنه اذا لم تستجب الحكومة إلى مطلبنا سيكون هناك اعتصام مفتوح وسيكون هناك اجراءات تصعيدية أخرى".

وأكد أن "النظام الأردني هو بالطبع غير شرعي، فهو نظام وضعي يحكم بغير ما أنزل الله، وهناك دستور وضعي"، وشدّد على "وجوب تغيير هذا النظام"، موضحاً أن "التغيير يجب أن يكون هناك مقدرة عليه"، لافتاً الى أنه "إذا كان هناك مقدرة لا بد من التغيير ووضع نظام إسلامي شامل بشكل عام في الأردن وفي غير الأردن".

نسعى إلى دولة خلافة تحكم جميع المسلمين

من جهة ثانية، أكد "أبو سياف" أن "التيار السلفي الجهادي لا يؤمن بالحدود بين الدول الموضوعة من قبل الغرب"، لافتاً الى أنه "يؤمن باقامة دولة خلافة إسلامية شاملة تحكم جميع المسلمين في شتى أنحاء الأرض، حيث يتوجب هجرة جميع المسلمين إلى هذه الدولة التي سيرتاح فيها الجميع حتى الحيوانات".

أما بالنسبة إلى سكان هذه الدولة من غير المسلمين، أشار إلى أنهم "لن يعرفوا الطمأنينة والراحة إلا في ظل الدولة الإسلامية"، قائلاً: "أهل الكتاب من اليهود والنصارى سيعاملون في هذه الدولة معاملة شرعية".

وأوضح أن "هؤلاء سيعرض عليهم ثلاث خيارات: الإسلام أو دفع الجزية أو القتال، حيث سيكون لهم عند دفع الجزية الحرية في ممارسة شعائرهم وسيكون لهم دور عبادتهم الخاصة، وهنا نقول لكم دينكم ولنا ديننا ولا إكراه في الدين".

القتال في سوريا لن يتوقف قبل إقامة النظام الإسلامي

على صعيد الأحداث السورية، لفت "أبو سياف" إلى أن "القتال هناك ليس قتالاً سياسياً، بل هو قتال شرعي حتى يتم تطبيق شرع الله"، مشيراً الى أنه "في بداية القتال ذهب الناس من خارج سوريا لنصرة المظلومين من الشعب السوري الذي طلب النصرة من جميع المسلمين"، معتبراً أن "القتال لن يتوقف قبل أن يروا نظاماً إسلامياً يحكم بشرع الله".

وأوضح أن "التيار السلفي الجهادي في الأردن لا يرسل المقاتلين إلى سوريا بصورة تنظيمية، ومن يذهب إلى القتال هناك يكون بصورة فردية"، قائلاً: "نحن لسنا تنظيمياً سياسياً ولسنا حزباً، بل نحن نعتبر أنفسنا جماعة المسلمين، وكل مسلم محسوب على التيار سواء رضي بذلك أو لم يرض".

وأضاف: "من يريد الذهاب الى القتال من الأخوة المجاهدين يذهب بصورة فردية عن طريق المهربين، لكن الآن بات الوضع أصعب بسبب تشديد الإجراءات الأمنية من الجانب الأردني من الحدود".

جبهة "النصرة" في سوريا مرجعيتنا

وفي سياق الحديث عن رفض قيادة "الجيش السوري الحر" إرسال المقاتلين من خارج سوريا، شدد "أبو سياف" على أن "ليس الجيش الحر من يحدد إذا كان بحاجة إلى ذلك أم لا، نحن مرجعيتنا في سوريا جبهة "النصرة" مع إحترامنا لكل من يقاتل النظام القمعي الإرهابي".

وأوضح أن "ليس هناك من تنسيق تنظيمي بالصورة المعروفة بين التيار والجبهة، لكن نحن نعتبر أنفسنا أصحاب منهج واحد ومرجعنا الكتاب والسنة، والذي يحكمنا هذا، سواء في جبهة "النصرة" أو تنظيم "القاعدة" أو أي مسلم على وجه الأرض يحتسب إلى الكتاب والسنة"، قائلاً: "معتقداتنا واحدة واحدة وأنا ما أعلم ما يدور في خلدهم وهم يعلمون ما يدور في خلدي لأن مرجعيتنا واحدة".

أما بالنسبة إلى مبايعة الجبهة لأمير تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، يؤكد أنه يؤيد ذلك على الرغم من أنه كان يتمنى لو تم تأخير الأمر، لكنه يشدد على أنهم " أدرى بالواقع، فهم أهل الواقع الذين يعيشون القتال، وهم أعرف والمرجع لهم ونحن نثق بقدراتهم السياسية، وهم لا يأخذون أي قرار إلا بعد دراسة شرعية معمقة".

نحن مع التيارات السلفية اللبنانية في محاربة "حزب الله"

بالإنتقال إلى العلاقة مع التيارات السلفية اللبنانية، أكد "أبو سياف" أن لا تنسيق في ما بينهم، مشيراً الى أنه "معهم قلباً وقالباً في محاربة "حزب الله" الذي يدعي أنه يحارب أعداء الاسلام، في حين أن إسرائيل في جواره، ولا نشهد أي عمل له"، زاعماً أن "الحزب يهدد الأمن الأردني اليوم حيث يقول أن الأردن ليس في منأى"، مضيفاً: "نحن نتمنى عليه قبل أن يستهدف أهل الأردن والمسلمين أن يستهدف اليهود وأن لا يقف إلى جانب النظام القمعي الارهابي في سوريا".

ورداً على سؤال حول أن الحزب خاض الكثير مع المعارك مع الإسرائيليين على مدى سنوات طويلة، قال: "هذه المعارك كانت لمصلحة حزبية فقط، وهناك من شكرهم على ذلك، لكن اليوم كشف الحزب عن وجهه الحقيقي"، وأشار إلى أن "هناك نظاماً يقمع المسلمين على مرأى العالم كله، ويقف الأوربيون والأميركيون مع الشعب ولو كانت هذه الوقفة غير صادقة، في حين أن الحزب يقف الى جانب النظام ويقول أنه لن يزول".

إتحادنا صعب والأنظمة الخليجية غير شرعية

من جهة ثانية، إعتبر "أبو سياف" أن موضوع إتحاد مختلف التيارات والشخصيات السلفية في إطار تنظيم واحد أمر صعب، لكنه شدد على أننا "متفقين مع الجميع من الناحية العقائدية، ونعتبر أننا كلنا جزء لا يتجزأ".

ولفت إلى أن "التيار السلفي الجهادي لا يتلقى أي تمويل"، ومشدداً على أن "الأنظمة الخليجية هي أيضاً أنظمة وضعية يجب إزالتها، ووضع نظام إسلامي يحكم بشرع الله بدل عنها".