رأت صحيفة "​الأهرام​" المصرية أنه "لا تلوح في الأفق نهاية سريعة للأزمة السورية،‏ فبعد اختلال التوازن ما بين القوى المتصارعة،‏ جاء مؤتمر مجموعة أصدقاء سوريا ليعلن بوضوح عن قرارات سرية‏،‏ واتفاق ما بين الدول أصدقاء سوريا على ضرورة تغيير التوازن العسكري بسوريا‏، وذلك في ظل الاتفاق الأشمل ما بين هذه الدول علي ضرورة الدفع باتجاه حل سلمي للأزمة السورية عبر تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، تؤدي إلى انتقال كامل للسلطة في دمشق".

وتابعت "لا يخفى على أحد أن ​الأزمة السورية​ انتقلت وبسرعة هائلة من نزاع بين نظام بشار الأسد وقطاع واسع من الشعب السوري بشأن الحرية والديمقراطية، إلى حرب إقليمية تدخلت فيها وبصورة معلنة القوى الإقليمية، ويؤكد جون كيري وزير الخارجية الأميركية أن المكون الإقليمي بدخول حزب الله وإيران في الحرب السورية يعد تطورا خطيرا".

ولفتت الى أنه "لم يعد خافيا أن روسيا تقف بقوة إلي جانب الرئيس بشار الأسد، وفي المقابل فإن الولايات المتحدة تزيد من وجودها العسكري في الأردن، نحو ألف جندي، وطائرات إف ـ16، كما أن كيري أعلن عن أن واشنطن ستقدم مساعدات عسكرية نوعية لإحداث توازن علي الأرض بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة. وأغلب الظن أن الجهات الدولية الكبرى (واشنطن وموسكو)، والإقليمية (إيران والسعودية وتركيا) لا ترغب في أن يخسر حلفاؤها في الحرب، لذا فإن أي تصعيد عسكري، أو أي محاولة للإخلال بالتوازن على الأرض ستتم مواجهتها من هذا الفريق أو ذاك، وإذا كان الأمر كذلك فإن النتيجة الوحيدة هي إطالة أمد الصراع، وعدم الحسم، على أمل أن يصل الفريقان إلى مرحلة الإنهاك، وبعدها التفاوض على حل سياسي".

وزادت "من هنا فإن صوت العقل، والخبرة التاريخية يشيران بوضوح إلى ضرورة تكثيف الجهود المخلصة باتجاه الحل السلمي للأزمة، بدلا من إطالة الصراع، وسفك المزيد من الدماء!".