عاش مخيم عين الحلوة يوما هادئاوشهدت شوارعه وسوقه التجاري ازدحاما عاديا في اعقاب الحادث الامني الذي وقع ليلا وتمثل بمحاولة اغتيال الضابط في حركة "فتح" احمد عبد المجيد، قريب قائد قوات "القسطل" العميد محمود عيد الحميد عيسى "اللينو" الذي اصيب في الشارع الفوقاني قرب حي طيطبا اثناء عودته الى منزله بعد تقديمه واجب التعازي.

ذكرت مصادر فلسطينية لـ صدى البلد"، ان خطورة الحادث جاءت في خضم الترقب لما سيؤول اليه الخلاف الذي تشهدها حركة "فتح" بعد قراراللجنة المركزية" بتجريد العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" من رتبه العسكرية كافة وفصله من حركة فتح نهائيا ومع تسريب معلومات ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابومازن" قد وقع عليه ما يعني عمليا ان المساعي الحميدة التي بذلت لبنانيا وفلسطينيا قد وصلت الى حائط مسدود والترقب يسود لما يمكن ان تكون عليه ردة الفعل، مرجحة ان يكون هناك طرف ثالث قد دخل على خط التوتير لاستغلال هذه الاجواء المشحونة.

وقطعا لمحاولة ايقاع الفتنة، نفى القيادي الاسلامي البارز في "فتح الاسلام" في مخيم عين الحلوة الشيخ اسامة الشهابي، ان يكون له او لانصاره اي علاقة بمحاولة الاغتيال ونقل الناطق باسم المبادرة الشعبية في مخيم عين الحلوة عاصف موسى ان الشيخ الشهابي اتصل به وابلغه انه لاعلاقة له او لجماعته او اي من اقربائه بمحاولة الاغتيال التي تعرض عبد المجيد، واصفا هذا العمل بانه "فتنة" تهدف الى ضرب الامن والاستقرار في مخيم عين الحلوة خصوصا في هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها.

وذكرت مصادر طبية، ان عبد المجيد الذي نقل الى مركز لبيب الطبي في صيدا خضع لعملية جراحية بعد اصابته بخاصرته وكبده، وان حالته الصحية مستقرة وهو يرقد في غرفة العناية الفائقة للمعالجة وقد استفاق من التخدير ويتماثل للشفاء.

وفيما اثار هذا الحادث ردود فعل غضبة كون عبد المجيد معروف بدماثة اخلاقه وعلاقته الطيبة مع كل ابناء المخيم ويحظى باحترامهم، عقدت"لجنة المتابعة الفلسطينية" اجتماعا طارئا في مكتب امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب في مركز "النور"، ودانت الحادث ودعت ابناء المخيم الىالتضامن والوحدة وعدم الانجرار الى الفتنة وكلفت لجنة تحقيق وللعمل الفوري على كشف ملابسات الحادثة وتحديد هوية الفاعل وأهدافه ولجنة للتواصل مع عائلة أحمد عبد المجيد لمواساتها والتضامن معها، مؤكدة على دور القوة الأمنية والمطالبة بتعزيزها ودعمها لما فيه مصلحة مخيم عين الحلوة.

زيارة اللينو

وقام وفد فلسطيني بزيارة العميد "اللينو" في منزله للوقوف على تفاصيل الحادث حيث اكد حرصه على امن واستقرار المخيم، داعيا الفصائل الفلسطينية الى القيام بواجبها وعدم ترك الامور بدون اي معالجة"، متهما "اللينو" من وصفهم بـ"القتلة المعروفين الذين يسرحون ويمرحون في شوارع المخيم" بالوقوف وراء محاولة الاغتيال"، قائلا هناك من يحاول أن يصطاد في الماء العكر ونحن سنفوت الفرصة عليهم، ولكن أعتقد أن على إخواننا في كافة الفصائل أن يتحملوا مسؤولياتهم، فهناك أكثر من حادثة وقعت هذا الأسبوع ضد أبناء شعبنا وضد القوة الأمنية نفسها، فلا يجوز السكوت على قتلة يراهم الناس يسرحون ويمرحون على طرقات المخيم، لأن السكوت يعني أنهم يرتكبون جريمة بحق أبناء شعبنا من هنا، أدق ناقوس الخطر لكل الفصائل وليتحملوا مسؤولياتهم".

البارد والنازحون

وفيما التقى سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، المفوض العام للانروا فليبو غراندي بحضور مدير عام الانروا في لبنان آن ديسمور ومسؤول ملف نهر البارد مروان عبد العال حيث جرى البحث باوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان عامة ومخيم نهر البارد خاصة وموضوع النازحين الفلسطينيين من سوريا، عقد وفد من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في لبنان لقاء مطولا مع المفوض غراندي في مكتب المكتب "الاونروا" في بيروت بحضور ديسمورا حيث شارك في اللقاء عن فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، امين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، عضو المكتب السياسي لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، مسؤول "الجبهة الشعبية" مروان عبد العال، مسؤول "الجبهة الديمقراطية" علي فيصل، وعن تحالف القوى الفلسطينية" ممثل حركة حماس علي بركة، مسؤول "القيادة العامة" مصطفى رامز، مسؤول "فتح الانتفاضة" حسن زيدان، ممثل حركة الجهاد الاسلامي محفوظ منور.

وذكرت مصادر فلسطينية ان اللقاء جاء على وقع تصعيد التحرك الشعبي امام مكتب الاونروا في بيروت واقفال المداخل المؤدي اليه،وتنظيم مسيرة جماهيرية بالتزامن مع استمرار الاعتصام المفتوح لليوم (24) على التوالي.

اعتصام تضامني

ونظمت ان القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية في منطقة صيدا لقاء تضامنيا مع ابناء القدس المحتلة ورفضا لمحاولات قوات الاحتلال الاسرائيلي وقطعان المستوطنين الصهاينة تدنيس المسجد الأقصى وتضامنا مع الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وذلك عند المدخل التحتاني لمخيم عين الحلوة في اطار سلسلة الفعاليات المتواصلة لنصرة القدس والأقصى التي تنظمها في مخيمات لبنان.

وتحدث في الاعتصام كل من: أمير سر القوى الاسلامية امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، مسؤول الجبهة الديمقراطية في منطقة صيدا خالد يونس (ابو ايهاب) باسم فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" وعضو قيادة منظمة "الصاعقة" وامين سر لجنة المتابعة الفلسطينية عبد قدح (ابو بسام) باسم تحالف القوى الفلسطينية، فاكدت الكلمات على ضرورة القيام باوسع حملة للتضامن مع القدس والاقصى في ظل الصمت العرب يوالدولي عما يجري من تهويد وتدنيس.