رأت صحيفة "الوطن" السعودية أنه حين يتحول تراجع ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام" في جميع المدن والمحافظات السورية التي هوجم فيها من قبل كتائب المعارضة، ثم يحرز تقدما في الرقة بعد تراجعه فيها في اليومين الأولين، فإن ذلك مؤشر خطير على احتمال تحول المدينة والمحافظة إلى مقر ينطلق منه التنظيم في عملياته في المدن السورية الأخرى وربما في دول مجاورة.

وإذا كان تقدم "داعش" في الرقة يعود لأسباب عدة أهمها دعمه – بحسب تصريحات "الجيش الحر" - من قبل الفرقة 17 التابعة للنظام السوري بقصف مواقع الجيش الحر لزعزعته وتقوية "داعش"، وزيادة عدد مقاتلي "داعش" نتيجة هروب عدد كبير منهم من حلب وريف إدلب ودير الزور ولجوئهم إلى الرقة كخيار وحيد ينجيهم من الموت.

لذلك فإن تحذيرات "الجيش السوري الحر"، أول من أمس، من سقوط المحافظة بأكملها بيد "داعش" يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، مع التنبه إلى تبعات ذلك فالمحافظة حدودية مع تركيا، وفيها سد الفرات والكثير من المشروعات الزراعية. بالإضافة إلى إمكانية سقوطها بيد النظام أو تسليمها له إن صح ما يقال عن وجود ارتباط بينه وبين "داعش"، وفي الحالين تصبح لديه ورقة يفاوض بها في مؤتمر "جنيف 2" إن عقد في 22 يناير الجاري كما هو مقرر، وهو الذي فقد مشاركة الحليف الإيراني بتأكيدات وزارة الخارجية الأميركية أمس، أن إيران لن تشارك في المؤتمر لا رسميا ولا على الهامش.

ولو أضيف إلى ما سبق إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أمس بأن "هدف مؤتمر جنيف 2 هو الوصول إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات". يتضح أن النظام السوري أحس بالخناق يضيق، فحاول خلط الأوراق بأي طريقة قبل المؤتمر لعل الظروف تعطله أو تؤجله فيكسب الوقت متكئا على احتمال تغير المعطيات ليبحث عن وسيلة تساعد في استمراره ولو لبعض الوقت ريثما يستكشف مخارج أخرى.

التطورات الأخيرة يفترض أن تكون واضحة على طاولة الحوار غدا بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، والمبعوث الدولي بشأن سورية الأخضر الإبراهيمي. ولا بد أن يفهم الروس أن دعمهم لنظام الأسد يطيل عمر الأزمة مع ما يصاحبها من قتل ودمار، ولا خلاص للسوريين إلا بزوال هذا النظام.