أن تطوى صفحة الحرب الى غير رجعة في بلدة بريح الشوفية لأمر عظيم كان يجب أن يحصل منذ سنوات طويلة في بلد سكت فيه مدفع الحرب عام 1990 ونحن اليوم في العام 2014، لكن الأمر الأعظم والأصعب من ذلك بكثير يبقى تثبيت العودة الى بريح وباقي قرى الجبل التي ذاقت مُرّ التهجير.

من هذه القناعة ينطلق راعي أبرشية صيدا ودير القمر وبيت الدين للموارنة المطران ​الياس نصار​ في عمله، ولهذه الغاية يوظف طاقاته في الهندسة المدنية الحائز على شهادتها من الجامعة الأميركية في بيروت. لذلك لا تشفي غليله فقط المشاركة في إحتفال العودة الى بريح الذي يقام اليوم، وليست القضية بالنسبة اليه في إتخاذ الصورة التذكارية مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. فما ان ينتهي الإحتفال وغداء المختارة التكريمي، يعود راعي الأبرشية الى المطرانية لإستكمال التحضيرات اللازمة لنشاط ظهر الأحد، إطلاق حملة الإكتتاب في مشروع سكني ستقيمه المطرانية في دير القمر لمن يريد العودة وليس لديه منزل في الجبل، مشروع انجزت التراخيص اللازمة له ويضم 69 شقة سكنية بمواصفات فخمة وبأسعار مخفضة جداً، كل ذلك تسهيلاً ودعماً لعودة المسيحيين الى الجبل.

هو ليس المشروع الأول الذي ينجزه المطران النشيط ولن يكون الأخير، ففي الرميلة انتهت التراخيص وكذلك أعمال الحفر وقبل أن تبدأ أعمال البناء تم شراء 32 شقة من أصل 42 وفي جزين أيضاً بيعت حتى اللحظة 50 شقة من أصل 96 والمشروع لم ينجز بعد. ومنعاً لفقدان هذه المشاريع هدفها التي تقام لأجله، تضع المطرانية على الشاري شرطاً لا يمكن تخطيه، "لا يمكن بيع الشقة إلا للمطرانية نفسها التي تعود وتبيعها من جديد بسعر مخفض ولمسيحي فقط". هذا الشرط يمنع البيع لأهداف تجارية تبغي الربح والإستفادة من السعر المخفض الذي تضعه المطرانية.

غداً سيحتضن صالون كنيسة سيدة التلة في دير القمر إطلاق المشروع، وسيضع المطران نصار مدماكاً أساسياً في مشروع بناء العودة وعلى رغم ما ينجزه يلجأ بعض الضالين من أبناء الرعية بين الحين والآخر الى الحرتقة عليه محاولين تشويه صورته وضرب ما حققته المطرانية في عهده حتى الآن. لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، لأن الشجرة المثمرة ترشق دائماً بالحجارة.