حملت الزيارة الأخيرة لوزير الاشغال العامة والنقل ​غازي زعيتر​ إلى مدينة النبطية معها فرحة للمنطقة بأكملها تجلت من خلال إعلانه أنّ كلّ الأعمال الإدارية المتعلقة ببناء مبنى جديد ل​سراي النبطية​ الحكومي قد انتهت وأنّ العمل بالبناء سيبدأ في أقرب وقت، كاشفًا أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يتابع الموضوع مع المعنيين ومع نواب النبطية.

وقد لاقى هذا الإعلان ارتياحًا لدى أبناء النبطية ومنطقتها الذين تمنوا أن يتمّ البدء ببناء السراي الجديد قريبا خصوصًا أنّ حجر الأساس لها كان قد وضع منذ سنتين برعاية بري ممثلا بالنائب ​ياسين جابر​ وحضور وزير الاشغال العامة آنذاك غازي العريضي، وعلى قطعة أرض تقع بالقرب من دار المعلمين والمعلمات في النبطية ومساحتها 27 ألف متر مربع.

وفي هذا السياق، أوضح عضو كتلة "التحرير والتنمية" وابن النبطية النائب ياسين جابر، الذي حمل هذا الملف بين الوزارات والحكومات المتعاقبة، أنّ ما تمّ تخصيصه من مبالغ مادية هو للمرحلة الأولى من بناء السراي والتي تتضمن بناء الهيكل وأعمال الباطون وغيرها. وأوضح، في حديث لـ"النشرة"، أنّ المشروع ضخم جدًا وهو يتناسب مع موقع مدينة النبطية كمركز محافظة وليس فقط كمركز قضاء، شارحًا أنّ مساحة البناء تصل إلى حوالي عشرين ألف متر مربع وأنّ السراي سيخدم ليس فقط قضاء النبطية إنما أقضية بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا التي تندرج في إطار محافظة النبطية.

ولفت النائب جابر إلى أنّ المبنى الجديد يفترض أن يضمّ كلّ دوائر الدولة في المنطقة بدل أن تكون هذه الدوائر مشتّتة في مناطق متفرقة وفي أبنية متباعدة، ما يجعل إمكانية الرقابة على الموظفين أسهل وكذلك إنجاز معاملات المواطنين وتسهيل أمورهم، كما كشف عن الوصول إلى المراحل الاخيرة في عملية بناء السراي الجديد، وقال: "نحن منذ فترة طويلة نتابع هذا الملف مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والحكومات المتعاقبة ووزارات الاشغال السابقة".

وأشار النائب جابر إلى أنه في المرة الأولى التي تمّ فيها تلزيم مبنى السراي ارتفعت أسعار مواد البناء وخصوصًا الحديد وبشكل خيالي وهو ما لم يتناسب مع القيمة الموضوعة له في الموازنة ما اضطر وزارة الاشغال إلى أن تسحب الملف وتعيد دراسته وطرحه مرة جديدة وفي مناقصة جديدة، وأضاف: "منذ سنتين جاء الوزير غازي العريضي ووضع الحجر الأساس للسراي وأقمنا احتفالا بهذه المناسبة ولكن عند بدء التنفيذ، تبيّن أنّ دراسة الباطون الموضوعة لم تراع موضوع الزلازل، وحسب قانون البناء الجديد، فكلّ الابنية الجديدة يجب أن تكون مدروسة ضدّ الزلازل مما أوجب إعادة دراسة أعمال الباطون، كما أضيف طابق سفلي حتى يكون هناك مجال لوضع الأرشيف في المستقبل".

وفيما شدّد النائب جابر على وجوب أن تتمّ هذه الأعمال بسرعة، لفت إلى أنها تزامنت مع استقالة حكومة نجيب ميقاتي واستمرارها في تصريف الأعمال لفترة طويلة قبل أن يتمّ تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام، وهو ما أدّى لتأخير البدء ببناء السراي الجديد للنبطية مدة سنة ونصف السنة، وقال: "مع تسلم عضو كتلة التحرير والتنمية الوزير غازي زعيتر وزارة الاشغال، قمنا بوضعه بأجواء ما يحصل وأخذ على عاتقه الاسراع في تحضير الملف وأطلقه ووقعه، كما استطاع عضو الكتلة أيضًا وزير المال علي حسن خليل أن يؤمّن الفروقات المالية اللازمة، وهنا أتصوّر أنّنا أصبحنا حاضرين لانطلاق العمل في البناء قريبًا ونأمل ان تكون الانطلاقة سريعة".

وأعلن جابر عن التحضير لزيارة قريبة لوزير الأشغال ليرعى عملية بدء الأعمال في السراي، مشيرا إلى أنّ المبلغ المخصّص لإنجاز المرحلة الأولى من السراي هو حوالي 8 مليارات ليرة، وحسب جداول المواصفات تجري مناقصة ثانية لانهاء البناء من التبليط والتشطيب والتلبيس وغير ذلك، لكنّ الجزء الكبير هو عملية الهيكل والباطون وهذه تم تلزيمها.

بدوره، أكد رئيس جمعية تجار محافظة النبطية ​وسيم بدر الدين​ أنّ مشروع بناء السراي الجديد للنبطية "هو حلم يراودنا جميعا منذ السبعينات والثمانينات"، معرباً عن أمله بأن يبصر النور في ظلّ هذه الحكومة التي هي حكومة المصلحة الوطنية، خصوصاً بعد تأكيد الوزير زعيتر أنّ المعاملات الإدارية انتهت ليبدأ العمل على الشقين المالي والتنفيذي على الأرض.

وقال بدر الدين لـ"النشرة": "هذه بشرى سارة وهي تأتي من ضمن كوكبة من الانجازات على الارض والتي تمت برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري كإنجازات إنمائية فعالة مثل قصر العدل والمسلخ الحديث في منطقة النبطية وثانوية حسن كامل الصباح الرسمية الحديثة التي بناها مجلس الجنوب وقريبا أوتوستراد النبطية – مرجعيون – حاصبيا الذي أصبح في مراحله الاخيرة"، وشدّد على أنّ هذه المشاريع الانمائية وظيفتها مكافأة اهل الجنوب والنبطية على صمودهم في وجه اسرائيل واعتداءاتها وعلى تقديمهم الشهداء وتحملهم الدمار الاسرائيلي، لافتاً إلى أنّ مكافأة الناس بهذه الطريقة الانمائية هي لتعزيز دعم وصمود المواطن في أرضه.