اشار رئيس جمعية "​المشاريع الخيرية الإسلامية​" الشيخ ​حسام قراقيرة​ الى أن "دار الفتوى في لبنان شهدت منذ مدة طويلة وما زالت تشهد حالة خطيرة من التجاذبات والخلافات باتت حديث المحافل والأقلام، وهي حالة حرجة لم يسبق لها مثيل في تاريخ هذه الدار التي تعتبر المرجعية الإسلامية الرسمية"، معتبرا أنها "سابقة خطيرة لم يسبق لأهل السنة في لبنان أن شهدوا مثلها، وأزمة شائكة لا تبشر بخير إنما تنذر بعواقب وخيمة ليس على صعيد السنة فحسب بل على صعيد الوطن".

ولفت في بيات الى أن "هذه الحالة ذات شقين، شق داخلي يتعلق بالدار وبعض مؤسساتها وأنظمتها وأدائها ودورها،وخاصة المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، وشق خارجي يتعلق بطبيعة العلاقة بين الدار وقوى وجهات فاعلة ومؤثرة داخل الطائفة السنية"، موضحا أن "ما تشهده دار الفتوى اليوم يعرض دورها لمخاطر جمة لا يدرك مداها إلا الله، مما يحتم على كل المعنيين والعقلاء أهل الحنكة والدراية أن يتداركوا الأمر قبل انفلات الأمور وحصول ما لا تحمد عاقبته ولا سيما في هذه الظروف التي تعصف بوطننا وأمتنا من كل حدب وصوب".

وشدد على أنه "حرصا على معالجة هذا الواقع المرير وتداعياته الخطيرة، وتحقيق الإصلاح والتغيير نحو الأحسن، وفي سياق الدعوة إلى الحكمة، نجد أنه لا بد من إطلاق نداء صادق نابع من القلب ومبادرة تتضمن أسسا محددة يبنى عليها أي اتفاق يعالج وينهي هذه الأزمة العاصفة والخطيرة".

وأوضح أن "دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ينبغي أن تشكل دورا محوريا هاما في الإسهامات الحضارية بحسب ما أعدت له أصلا من دور متألق في الاعتدال وحسن التواصل والحكمة والموعظة الحسنة الأمر الذيي حتم التأكيد والحرص على مرجعية دار الفتوى ودورها الإسلامي الوطني الجامع"، مشيرا الى ان "لقوة دار الفتوى ركائز متعددة من أبرزها قدرتها الاستيعابية وسعيها في جمع القوى والهيئات الإسلامية تحت مظلتها بغية تحقيق المصالح الإسلامية العليا".

واكد أن "موقع دار الفتوى هو موقع إسلامي جامع وينبغي أن تكون موئلاً للاعتدال والوسطية ومنارة للثقافة الإسلامية المستنيرة"، لافتا الى أن "المطلوب أن تبقى دار الفتوى في موقعها الطبيعي الذي هو الموقع الجامع والحكم العادل، لانها ليست فريقا كسائر الفرقاء، وليست تابعة لحزب ولا جهة، وحري بنا أن ننأى بها عن الدوائر الحزبية الضيقة إلى الموقع الجامع حتى تتسع للجميع بعيدًا عن الاستنسابية الفردية".

ودعا الى "الرأفة بدار الفتوى والنأي بها عن الخلافات السياسية الضيقة والتجاذبات والنزاعات التي لا طائل منها، وعدم الزج بها في سجالات إعلامية، وعدم استعمالها متراسا لتحقيق مكاسب لا علاقة لها بالمصلحة الإسلامية"، طالبا من "جميع المعنيين بهذه الأزمة المستجدة إلى استعمال الحكمة وتغليب المصلحة العامة، وتحمل المسؤولية التاريخية في الحفاظ على أهل السنة والجماعة وحضورهم ودورهم الريادي في صياغة المشروع الوطني في لبنان، والدفاع عن لبنان في وجه الأطماع الصهيونية، والحفاظ على موقع وهيبة دار الفتوى، وعدم التفريط بهذه الركيزة من ركائز الوجود الإسلامي في وطننا الحبيب لبنان".

وشدد على "ضرورة جلوس جميع المعنيين وبأسرع وقت حول طاولة حوار مبني على المصارحة وعدم الاستئثار والتفرد وصولاً إلى توافق يخرج دار الفتوى من محنتها ويحافظ على دورها ويوصل الأمور الى شاطئ الأمان الذي يتطلع إليه المسلمون وخاصة السنة، فضلا عن اللبنانيين الحريصين على دور ومرجعية الدار.والله الموفق للصواب".