اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري ​جورج صبرا​ أن الموقف الاخير لوزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي أعلن فيه استعداد واشنطن لمفاوضة الرئيس السوري ​بشار الأسد​، دليل جديد على "تخبط السياسة الاميركية وترددها وحتى دليل على عدم وجود سياسة واضحة وثابتة للولايات المتحدة الاميركية في الشرق الأوسط".

وتساءل صبرا في حديث لـ"النشرة": "كيف نفسّر اعلان اميركا قبل فترة بأنّه لا يمكن أن يكون الاسد جزءًا من مستقبل سوريا، واقرارها بأن داعش والنظام السوري وجهان لعملة وحيدة، وخروج كيري مؤخرا للقول باستعداد بلاده للحوار مع الأسد؟"

واعتبر أن موقف كيري "يضرب بعرض الحائط السياسة الاميركية في المنطقة كما منظومة القيم الأميركية حول حقوق الانسان والديمقراطية التي صدّعت رؤوسنا بها". وسأل: "كيف تقبل واشنطن بالتفاوض مع مجرم كبشار الأسد الذي بحقه وبحق نظامه أكثر من ملف أمام المحكمة الدولية لمجازر اقترفوها بحق الشعب السوري؟"

وأردف قائلاً: "من المؤسف أن يرى العالم أن أميركا على وشك بيع المنطقة لايران، مع أملنا أن يكون ذلك غير صحيح وأن يكون ما نطق به كيري مجرد زلة لسان أو اختلاف بوجات النظر بين الكونغرس والبيت الأبيض".

غرور الأسد وايران وأحقاد داعش

واعتبر صبرا أنّه واذا كان كيري يعني ما قاله بالفم الملآن فذلك يعني "تخلي واشنطن عن حلفائها التاريخيين في المنطقة وعن مسؤولياتها الدولية في الشرق الأوسط"، منبها الى أن ذلك من شأنه أن يغذي "غرور الأسد وايران وأحقاد داعش ونهجها المذهبي".

وأشار صبرا الى أن كل المعطيات الحالية تشير الى أن لا حل سياسيًا يلوح بأفق الأزمة السورية، "ولعل كلام كيري أكبر دليل على ذلك، الا اننا وعلى كل الأحوال لن نقف متفرجين فالثورة مستمرة حتى ولو ذهب كيري والعالم أجمع للتفاوض مع الأسد". واضاف: "الشعب السوري أعلن موقفه ومنذ 4 سنوات واصراره على اسقاط النظام لبناء دولة مدنية وديمقراطية ونحن مستمرون في هذا المسار من على جبهات القتال والمتاريس حتى تحقيق الهدف المنشود".

ورأى صبرا أنّه وبمقابل السياسة الاميركية، فان السياسات الفرنسية والتركية والبريطانية سياسات تشكل "سندا للثورة باعتبارها لا تغير وجهها كل يوم، وهي قالت كلمتها بدعم الشعب السوري واسقاط الأسد ولم تتراجع عنها". وقال: "أما أكثر ما يؤسفنا فهو أنّه عندما تنكبح السياسة الاميركية لا تقوم بذلك وحدها، إنما تؤثر على مجمل السياسات الدولية فتنكبح بدورها أو تصمت".

توجه لترك الشرق الأوسط مزرعة مفتوحة للارهاب

واعتبر صبرا أنّه حتى ولو لم يكن هناك مشروع كبير بتهجير المسيحيين من منطقة الشرق الأوسط، الا أن كل الوقائع تؤكد أن كل المساعي تتجه لترك الشرق الأوسط "مزرعة مفتوحة لارهاب بشار الاسد وحلفائه الايرانيين ومن حزب الله من طرف، وارهاب داعش وجبهة النصرة وباقي المجموعات المتطرفة من جهة أخرى". وقال: "كذبة الاسد الكبيرة بحماية الاقليات انكشفت علما ان احدا لم يصدقها يوما، فكيف يحمي الاقليات وهو اصلا غير قادر على حماية نفسه؟"

وذكّر صبرا بأن قوات النظام لم تحرك ساكنا حينما تم اختطاف السريان الاشوريين بالرغم من انّها كانت على بعد كيلومترات قليلة من قراهم.