أوضح بطريرك الكلدان ​لويس رافاييل الاول ساكو​ أنه "في عام 2003، بلغ عدد مسيحيي العراق 1.5 مليون، اما اليوم تراجع هذا العدد الى ما بين 400 الف و500 ألف، فيما الآخرين أصبحوا لاجئين في الغرب وفي الدول المجاورة"، مؤكدا أن "الوجود المسيحي في العراق مهدد، بالرغم من أنه جزء من الحوار والمصالحة بين الطوائف".

وفي حديث لصحيفة "لو موند" الفرنسية، لفت ساكو الى أن "ظاهرة "داعش" هي ظاهرة غريبة عن المجتمع العراقي الذي بني على اسس نظام علماني"، مشيرا الى أن "الطائفية دخلت الى العراق بعد سقوط صدام حسين عام 2003. الصراع بين السنة والشيعة تؤججه محاور ايران و"حزب الله" من جهة والسعودية وتركيا من جهة أخرى، وهم يستغلون الدين لقيادة حرب مسيسة".

وشدد على أن "المسيحيين هم ضحايا هذه الحرب، مثلهم مثل الطوائف الأخرى الذين يدفعون الثمن الأكبر"، لافتا الى أن "الأسر النازحة بحاجة للمساعدة الروحية، لأنهم قلقون على مستقبلهم وممتلكاتهم. فقد تم اقتلاعهم من جذورهم".

وأضاف: "اللاجؤون المسيحيون في فرنسا لا يتكلمون اللغة ويجدون صعوبة في الاندماج في المجتمع الفرنسي، لذلك هم بحاجة الى تضامن الفرنسيين معهم لفرض حل سياسي على المتصارعين"، موضحا أن "نفوذ "داعش" يزداد يوماً بعد يوم، هذا التنظيم يمتلك السلاح والنفط. من يشتري منه النفط. يجب ايقاف هذه التجارة".

ورأى ساكو أن "المصالحة بين الطوائف والأديان في العراق ممكنة، لكن المشكلة هي الجدار الذي تم تشييده بين المجتمعات"، داعيا الى "ايجاد وسيلة لدفع السنة والشيعة والأكراد الى حوار مفتوح".

واعتبر أن "تقسيم العراق اصبح واقعا أيديولوجيا وجغرافيا. الحكومة العراقية لم تعد تسيطر على البلاد كلها، وتسعى كل مجموعة لانشاء منطقتها. الفجوة عميقة بحيث أن الحل لا يمكن إلا بانشاء فديرالية، كما اختفى الشعور القومي العراقي"، معربا عن تأييده لـ"تدخل التحالف الدولي في العراق. نعم لدي الحق في الدفاع عن نفسي وواجبي حماية نفسي والدفاع عن الآخرين".

وأكد رفضه "الحرب من أجل تحقيق أرباح ومصالح اقتصادية"، مشددا على أنه "على المجتمع الدولي واجب حماية المدن العراقية. يجب زيادة الضربات، لأنه ليس هناك حل آخر. فالجيش العراقي ضعيف وغير مهني، والميليشيات هي أقوى".

وأضاف: "غزا الأميركيون العراق في عام 2003،وتقع عليهم مسؤولية إصلاح الفوضى التي خلفوها وراءهم.

الامر الذي يثير الحيرة هو ان الرد على الاصولية ليس رداً قوياً ويثير العديد من التساؤلات في العراق"، متسائلا "هل هناك خطة للتفاوض مع تنظيم داعش وتقسيم الشرق الأوسط؟ هناك العديد من الأسئلة وقليل من الأجوبة".

كما أكد ساكو "ضرورة عدم افراغ العراق من مسيحييه والا سوف يتحول الى أفغانستان ثانية. المسيحيون يشكلون عنصر يشجع على العيش المشترك والتعددية والانفتاح"، معتبرا أنه "بدلا من استضافة المزيد من العائلات العراقية المسيحية في فرنسا، يجب تشجيعهم وتقديم لهم الدعم كي يبقوا في العراق. فقد طلبت من مجلس الامن في الامم المتحدة في آذار الماضي نشر قوات حفظ السلام. يحتاج المسيحيون لضمانات وللأمن ليبقوا في العراق".

ترجمة "النشرة".