حلّ ​عيد الفطر​ السعيد هذا العام على سكان غزة من دون قصف وقتل ودمار، على عكس ما حدث في مثل هذا الوقت من العام الماضي حيث سلبت صواريخ الاحتلال آنذاك فرحتهم بالعيد الذي من المفروض أن يكون عيد فرح ومحبة وأمان بالنسبة لهم.

وهذا العام، أقبل سكان القطاع المحاصر على شراء حاجيات وأساسيات العيد كالحلوى والملابس، وفتحت الأسواق وأبواب المحال التجارية التي كانت مغلقة العام الماضي طوال 51 يوماً، في وقت يبدو إصرارهم على الفرحة واضحاً من خلال شراء الملابس والألعاب لأطفالهم، في محاولة لإدخال الفرحة رغم قسوة الحصار والظروف المعيشية، وتبعات الحرب التي ما زالت باقية.

رغم ذلك، لم تتمكن الكثير من العائلات من المشاركة ببهجة العيد، نظراً لعدم تلقي موظفي حكومة "حماس" السابقة رواتبهم، أو ممن يعيشون ظروفاً اقتصادية ومعيشية صعبة، ومن دمرت الحرب منازلهم ويعيشون ظروفاً مأساوية.

إصرار على الفرح...

الفلسطينية أم تامر شرّاب، أصرّت هذا العيد على شراء احتياجاتها من حلوى ومأكولات، وملابس لأطفالها الخمسة الذين سلبت الحرب الإسرائيلية فرحتهم العام الماضي.

وبالنسبة لها، فإن الفطر هذا العام يختلف عن العام السابق الذي حل عليهم بالحزن والدم بفعل العدوان.

وتوضح الأم الأربعينية لـ"النشرة"، أن العيد فرحة يجب أن ندخلها على صغارنا رغم كل ما نعانيه من ظروف الحرب وانعكاساته التي لا تزال مستمرة حتى الآن.

ولا تزال مشاهد الركام والدمار موجودة في مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر بعد عام على الحرب، في الوقت الذي تعيش فيه أحياء وبلدات كاملة حولتها طائرات الاحتلال إلى ركام في بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، ومناطق شمال بيت حانون والشجاعية شرق مدينة غزة.

تحدٍّ

ملامح الفرحة بدت واضحة على وجه ابنتها فرح ذي الـ12 عاماً وهي تقف إلى جانبها، وتقول "إن العيد أفضل من العام الماضي، لأننا لم نتمكن من الخروج من منازلنا وقتذاك للعب على أرجوحة العيد وأطفال حارتنا التي تقع وسط خان يونس جنوب قطاع غزة".

وتضيف الطفلة فرح لـ"النشرة": "سعيدة لأن أمي اشترت لي الملابس، ولأنني سألهو وألعب مع صديقاتي ألعاب العيد".

وترى الطفلة الفلسطينية أن "من حقنا كأطفال أن نفرح، لا أن نستقبل عيد الفطر بالحرب والدماء ونريد أن نشعر بالفرحة الحقيقية كغيرنا من أطفال العالم وهذا حق لنا".

أما شقيقتها حنان (9 سنوات) فهي الأخرى فرحة لأنّ والدها اشترى لها الألعاب: "هذا العيد سيكون جميلاً، وفيه سنلعب ونشتري ما نريد".

حركة شرائية نشطة

وفي سياق آخر، اكتظت أسواق الملابس والحلويات في غزة بالباعة والمتسوقين، وارتسمت البسمة على وجه الكثيرين.

ويرى الشاب عمّار أبو خاطر وهو بائع ملابس في أحد أسواق غزّة، أن الناس هذا العام أقبلوا على الشراء لأبنائهم وأطفالهم، مؤكّدًا على حركة شرائية نشطة: "العام الماضي لم أبع بسبب الحرب، لكن هذا العيد حلّ علينا من دون قصف".

العيش بحرية وأمان

أما العيد بالنسبة لبائع الحلوى فارس العقاد، فهو أفضل من العام السابق بكثير، لأنه استطاع تصريف ما لديه من حلويات ورأى عبر "النشرة" أنّ "العيد حل على سكان غزة هذا العام في ظروف أفضل من العام السابق". ويوضح أنّ "الناس يريدون العيش بحرية وأمان، ما يهمها هو الحياة الكريمة التي تخلو من الحروب والاعتداءات والدماء".

ويأمل العقاد أن يحل العيد العام المقبل وقد حُلّت أزمات غزة ويعاد إعمارها بعد أن دمرتها طائرات الاحتلال الاسرائيلي.

للاطلاع على مزيد من صور أجواء العيد في غزةاضغط هنا