بين سندان التفلت ومطرقة التطرف، ضاعت المبادئ وتاهت الأفكار، وغرق الناس في وحول هذا وذاك. فمن جانب بحر من الشهوات والنزوات والشذوذ وانتهاك لحقوق الذات، والخروج على مبادئ الفطرة السليمة، ودعوات لتزاوج أشبه بالحياة البهيمية، تعافه النفس البشرية الكريمة .

وبحجة التعايش والقبول للآخر، ونفي مطرقة التطرف والتشدد والرجعية، أصبح البعض يدعو لحماية هذه الأهواء العبثية.

أما المطرقة الجاهلية، بضرب الرقاب تحت مسمى الخلافة الإسلامية، فلا تقل خطرًا وسوءاً وضرراً عن سندان التفلت والنزوات الشهوانية، فكلاهما يصلان بالناس الى الكفر بالخالق والخروج على المبادئ والسنن الكونية.

فلعمري أي دين هذا الذي تفنّن القتل فيه وتلذذ ويعلو فوق المنهج والرسالة وتأمين أبسط الحقوق للنفس البشرية، أحقا لهذا أرسلت الرسل أو أنزلت الكتب السماوية؟! أوليس الذي تدعون خلافته أرسله ربه رحمة للعالمين، ورحمته شملت حتى الحيوانات في البرية، ودعوته بلغت مشارق الأرض ومغاربها بالصدق والإخلاص والتسامح وقبول الآخر والتعالي على المصالح والرغبات والشخصانية؟

تدّعون رفع راية الدين ونصرة المظلوم وحماية العرض والأرض وما أنتم الا نتاج فكر ظلامي لا أصل له ولا خير فيه ولا يصب الا في مصلحة أعداء الإنسانية. وتنفذون مخططا وضعته من سنوات الحركة الصهيونية، والشعوب تطحن بين مطرقتكم وسندان التفلت والشهوانية.

* المفتش العام المساعد للأوقاف الإسلامية في لبنان