تحدث عميد الإذاعة والإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي في احتفال تكريمي في الهرمل لأحد قيادييه السابقين الأمين الراحل حسن مصطفى دندش، عن الراحل ومزاياه ومدى ثباته في الخط المقاوم والعمل الحزبي. وقال: "غادرنا الأمين حسن في وقت تواجه فيه أمتنا هجمة إرهابية شرسة، تطاول البشر والحجر ووحدة المجتمع في بلادنا، ولا نشك للحظة في أنّ كلّ ما يجري هدفه حمايةٌ أمن "إسرائيل" بأمر أميركي مباشر وبدعم لا محدود من بعض الدول الغربية والإقليميّة والعربية.

وأكد الحسنية انّ الردّ الوطني والقومي هو في وحدتنا وتماسكنا ووقوفنا جميعاً في لبنان والشام وفلسطين والعراق في مواجهة هذا الإرهاب ومشغّليه وداعميه.

وشدّد على أننا أبناء أرض واحدة ويجب أن لا نجعل اقتتالنا على السماء يفقدنا أرضنا ووحدتنا. هكذا نواجه الخطر، وهكذا نكسر المؤامرة، ونقطع كلّ يد تمتدّ إلى أرضنا وتراثنا ومعالمنا الحضارية.

ولفت الحسنية إلى أننا لا نتمسّك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة كشعار فحسب، بل كواقع عملي أثبت أنه الدواء الوحيد القادر على اجتثاث الداء السرطاني المسمّى "إسرائيل" وكلّ ما ومَن معها من أدوات إرهابية، ولذلك آلينا على أنفسنا أن ندافع عن هذه المعادلة، لأننا حزبٌ المقاومة. وهذه المقاومة ستبقى عزّنا وفخرنا لأنها دافعت عن لبنان وحرّرت أرضه في الجنوب والبقاع الغربي، وهي نفسها التي تصون لبنان اليوم من خطر الإرهاب والتطرف.

واعتبر الحسنية أنّ القتال في وجه الهجمة الصهيونية اليهودية هو تماماً كالقتال في وجه الارهاب المتمثل بـ"داعش" وأخواتها، ونحن قاتلنا العدوّ الصهيونيّ منذ الثلاثينات، وها نحن الآن نقاتل الإرهاب على أرض سورية الحبيبة، ونقدّم الشهيد تلو الشهيد دفاعاً عن أنفسنا وعن أرضنا وأمتنا، إلى جانب الجيش السوريّ والمقاومة والدفاع الوطنيّ، لنكتب تاريخاً جديداً لا مكان فيه للمرتبطين والمشبوهين.

وفي الشأن اللبناني الداخلي قال الحسنية: في عزّ الصراع على امتداد جغرافيا الأمة، لا يزال هذا النظام الطائفي في لبنان يولّد الأزمة تلو الأزمة، وليس آخرها أزمات النفايات والكهرباء والمياه. وإنّنا إذ نطالب الحكومة بأن تحسم أمرها وتتحمّل مسؤولياتها. فإنّنا نؤيّد كلّ مطلب محق وكلّ من يرفع الصوت مطالباً بحق، إلا أننا نحذّر من استغلال الحراك من قبل بعض أطراف الدولة والسفارات لدفع البلد إلى المجهول، أو اعتبار هذا التحرّك ملكاً لفئة دون أخرى، أو تحويله منبراً للتهجّم على قادة وشخصيات، وعلى أحزاب سطرت بدماء شهدائها ومقاوميها ملاحم البطولة التي حمت لبنان وجعلت الساحات آمنة وحرة ومفتوحة للتعبير عن المطالب والآراء بكلّ حرية.

وجدّد الحسنية موقف الحزب القومي المؤيد للحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، والسعي لدفعه إلى الأمام للوصول إلى الحلول اللازمة وأولها قانون انتخابات جديد على أساس النسبية يؤدّي إلى قيام مجلس نواب تتمثّل فيه جميع الشرائح السياسية والاجتماعية، وإلى انتخابات رئاسية تنتج رئيساً مؤمناً بالثوابت الوطنية ومعبّراً عن خيارات لبنان المقاوم، وحريصاً على أفضل العلاقات وأميزها مع سورية، وقادراً على توفير الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلد.