أثنى الوزير السابق مروان خير الدين على الجهود السياسية التي تُبذَل بهَدَف التوصّل لاتمام تسويةٍ سياسيةٍ شاملةٍ لوضع حد لشلل المتحكم بالمؤسسات العامة ولتعطيل دور الدولة بالقيام بأبسط الخدمات للمواطنين، مشدّدًا على ترحيب "الحزب الديمقراطي اللبناني" بأي عمل توافقي بين اللبنانيين، "باعتبار أننا لطالما دعونا للتواصل بين كل الأطياف مهما كان حجمها، بهدف الوصول للحلول المطلوبة".
واعتبر خير الدين، في حديث لـ"النشرة"، أنّ معارضة أي فريق للحوار والتسوية مرفوضة، "فلبنان لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه اليوم من خلال تناتف السلطة، والكل يجب ان يعي بأن أي خسارة لأي فريق باطار تسوية معينة لن تكون كبيرة وهي حكما مؤقتة".
الخلاف على قانون الانتخاب
ورأى خير الدين ان "الخلاف الحقيقي بين الفرقاء السياسيين ليس على رئاسة الجمهورية بل على قانون الانتخاب"، معتبرا ان "هناك من يريد الابقاء على القانون الحالي للابقاء على الحصرية بالحكم". ولفت إلى أنّ "المطلوب اقرار قانون جديد يعتمد النسبية ولبنان دائرة واحدة، باعتباره القانون الوحيد الذي يؤمن التمثيل الصحيح ويعطي مجالا لكل الفرقاء بأن يتمثلوا مهما كان حجمهم على حساب سيطرة عدد قليل من الزعماء على الندوة البرلمانية".
وأشار خير الدين الى ان القانون الحالي زاد من الطائفية في النفوس ورسّخ التهافت على السلطة، لافتا الى ان القانون النسبي وباطار لبنان دائرة واحدة يرسّخ مبدأ ان النائب هو لكل الأمة وليس لطائفة معينة. وأضاف: "نعي تمامًا أنّه لا يمكن الزام فريق سياسي بتسوية معينة، ولكن واذا كنا كلنا متفقين على وجوب بناء دولة، فلا شك سنجد المخارج التي ترضي الجميع من خلال المساومة على آلية التطبيق، فمثلا يمكن الاتفاق على ان تجري الانتخابات المقبلة وفق القانون الحالي، بالتزامن مع اقرار قانون جديد يعتمد النسبية ولبنان دائرتين تجري على اساسه الانتخابات بعد ذلك بـ4 سنوات، على ان تجري بعد 8 سنوات باطار لبنان دائرة واحدة حتى يكون كل فريق تمكن من تنظيم صفوفه وعمله، واذا لم يفز بعد ذلك فان هذا يعني تلقائيا أن لا دور له في السياسة اللبنانية"، مشددا على أنّه "من المعيب الاستمرار بالعيش في مزرعة طائفية تخص ملوك الطوائف".
لبنان أمام فرصة
ورأى خير الدين أن "الخطوط الرئيسية للحل بالمنطقة أصبحت واضحة وبالتحديد في سوريا والعراق، فالعالم بأجمعه يحارب اليوم تنظيم "داعش" الارهابي". لكنّه أعرب عن اعتقاده بأن "ذلك سيأخذ وقتا للتطبيق ولانهاء الحالات الشاذة ككل، لأن لا عصا سحرية بين أيدينا لانهاء كل المشاكل بوقت سريع".
وشدّد على ان لبنان "أمام فرصة يتوجب المسارعة لاغتنامها بتحقيق تفاهم داخلي لبناني-لبناني نظرا لكوننا لسنا على لائحة أولويات الدول الكبرى وبالتحديد روسيا والولايات المتحدة وايران وتركيا".
الوضع النقدي قوي
وتطرق خير الدين للوضع الاقتصادي، مؤكدا أن "الاقتصاد اللبناني بخير، فالوضع النقدي قوي، والمصارف اللبنانية في مراكز متقدمة من حيث المتانة المالية لكن المطلوب من السياسيين التخفيف من اشاعة أجواء سلبية تؤثر على المستثمر وأصحاب الأموال علما انّه وبالحقيقة الأرقام مطمئنة فاقتصادنا بألف خير مقارنة بالاقتصادات المحيطة". ولفت إلى ان "اقرار البرلمان اللبناني مؤخرا قوانين لمكافحة تبييض الأموال والارهاب سينعكس ايجابا علينا".
وعن الوضع الأمني، قال خير الدين: "نحن نشد على ايدي القوى الأمنية اللبنانية التي تقوم بانجازات كبيرة، لكن لبنان يبقى معرضا لخطر الارهاب كما كل دول العالم، لذلك المطلوب اليقظة وأخذ الحيطة والحذر، لأننا قادرون على احباط مخططات الارهاب اذا ما كنا دائما له بالمرصاد".