تجسد "قافلة الميلاد" التي أطلقتها مؤسسات ​فلسطين​ية محلية في مدينة بيت لحم لأول مرة في فلسطين، كمشروع ريادي فلسطيني في الشرق الأوسط، بهدف التأكيد على أنّ أجواء ​عيد الميلاد​ المجيد في فلسطين هي أجواء فرح بميلاد السيد المسيح رسول العدل والمحبة والسلام والكرامة الانسانية في ارض الميلاد التي تغيب عنها المعاني والمثل العليا التي جاء بها السيد المسيح، قصص الميلاد بدءاً من التجسّد في مغارة الميلاد، والرعاة والمجوس، إضافة الى لوحات تمثل شخصيات ومعالم عالمية مرتبطة بقصة ميلاد المسيح.

وجابت القافلة شوارع مدينة السلام حتى ساحة المهد كفكرة جديدة لرسم البسمة على وجوه أطفال في ظل احتفالات عيد الميلاد المجيد، خصوصاً في فلسطين التي تشهد أوضاعاً صعبة مع استمرار الهبّة الشعبيّة في ​الضفة الغربية​ المحتلّة و​القدس​.

وكل قسم في القافلة هو بمثابة عرض مسرحي متحرّك يروي جزءًا من حكاية ميلاد السيد المسيح، وفي احدى العربات يرتدي رجلاً وامرأة زي العائلة المقدسة وخلفهما الملاك الذي بشّر العذراء بحملها، وتحمل القافلة مجسّمات ضخمة من رؤية وعمل الفنان الفلسطيني طارق سلسع وطاقمه، إضافة إلى طاقم من الممثلين والعارضين من مسرح ديار الراقص.

وتشكّل القافلة لوحة ضخمة مشكلة بالمجسمات والإضاءة والممثلين، ترافقها أغنية خاصة من كلمات الكاتب البرت هاني وتلحين الفنان جون حنضل وغناء الفنانة الصاعدة لينا صليبي، إضافة الي تراتيل واغاني ميلادية تدخل الفرحة والأمل والرجاء لقلوب المشاهدين من أطفال وعائلاتهم وبمشاركة فعالة من مجموعة كشافة تيراسنطا في بيت لحم.

يذكر أن المشروع تم بمبادرة شركة "ميديا بلس" وبرعاية من بعض الشركات.

رسالة للعالم

وقالت مديرة شركة "ميديا بلس" ​جوليانا الهودلي​ أنّ القافلة هي بمثابة رسالة للعالم "بأننا كشعب فلسطيني من حقنا أن نعيش ونتمتع بحياة كريمة وحرة أسوة بباقي شعوب العالم"، مشيرة إلى أنّها "جاءت كأول مشروع ريادي لمدينة بيت لحم ضمن استراتيجية الشركة بأن مدينة "أمير السلام" تستحق ما يميزها بمثل هذه الأفكار الابداعية والريادية".

وفي حديث لـ"النشرة"، أوضحت الهودلي أن "أطفال فلسطين يستحقون الحياة والفرحة ورسم البسمة على وجوههم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، ومحاولات الاحتلال سلب الفرحة وقتل العيد".

وأشارت الهودلي إلى أن هذه القافلة هي بمثابة مبادرة أولى من سلسلة فعاليات ستقوم بها الشركة في عيد الميلاد.

نريد الحرية والسلام

"الهدف هو نقل بيت لحم إلى العالمية". هذا ما أكّده المدير التنفيذي لمؤسسة تطوير بيت لحم المهندس ​مازن كرم​، والذي اعتبر أيضاً أن فكرة القافلة نوعية بالدرجة الأولى على مستوى احتفالات عيد الميلاد المجيد.

وفي حديث لـ"النشرة"، اعتبر كرم أن مثل هذه الأفكار تتناغم مع أفكار المؤسسة لنقل مدينة بيت لحم إلى العالمية التي يأمل الجميع الوصول إليها، وتتناسب مع قيمة ومكانة مدينة مهد المسيح الدينية والسياحية والتاريخية.

وشدّد كرم على أن الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش بحرية وسلام، ويتمتع بكافة حقوقه التي كفلها القانون كباقي شعوب العالم، مشيراً إلى أن القافلة هي رسالة أيضاً للعالم بذلك.

وأضاف كرم: "نحن شعب نريد أن نعيش بسلام وحرية، وهذه رسالتنا للعالم التي تتكرر كل عام".

فرحة..

وفي ذات السياق، عبّرت المواطنة ​كارمن خوري​ عن فرحتها بهذه الفكرة التي وصفتها بالرائعة، إذ أنها أدخلت الفرحة والبهجة على أطفالها رغم الظروف التي يعيشونها.

وقالت لـ"النشرة": "من المهم أن نشهد هكذا أفكار إبداعية متميزة، ترسم البسمة على وجوه أطفالنا في مدينة السلام التي غاب عنها السلام، نحن نحب الحياة إلى ما استطعنا إليها سبيلا كما قال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش".

وعبرت عن أملها في استمرار هذه القافلة بمشهدها المتميز وهي تجوب شوارع مدينة بيت لحم، كاحتفال بالعيد، معربة عن أملها في أن يحل السلام على فلسطين وكل المنطقة العربية.

للاطلاع على مزيد من صور القافلة اضغطهنا