حثّ النائب عن "​الجماعة الإسلامية​" ​عماد الحوت​ الفرقاء اللبنانيين لتخفيض النبرة المذهبية وتجنب الخطاب الحاد كي لا ينعكس التصعيد الايراني – السعودي الذي تشهده المنطقة سلبًا علينا، مشدّدًا على وجوب فصل ما تقوم به الدولتان باطار سيادتهما عن الواقع اللبناني الذي لا يحتمل أن يكون جزءًا من هذا الاصطفاف الحاد.

ورجّح الحوت في حديث لـ"النشرة" أن تنعكس التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة "تعطيلاً اضافيًا في لبنان كردة فعل مؤقتة على ما يحصل".

المبادرة انتهت

أما المبادرة الرئاسية التي سوّقت مؤخرا ترشيح النائب ​سليمان فرنجية​ للرئاسة، فرأى الحوت أنّها عمليا انتهت، "ولكن ليس بسبب تدهور العلاقات الايرانية – السعودية بل لأن هناك أحد الفرقاء اللبنانيين لا يرغب بأن يكون هناك رئيس للبلاد بغض النظر عن طبيعة المبادرة والاسم المطروح".

وأعرب عن اسفه لاصرار هذا الفريق على استخدام ملف الرئاسة ورقة في مفاوضات المنطقة، لافتا الى ان "لبنان سيبقى من دون رئيس حتى اقتناع كل الاطراف اللبنانيين بأن مصلحتنا بأخذ زمام المبادرة وتحييد أنفسنا عمّا يحصل حولنا، وبأنّه لا يمكن ان يكون هناك منتصر ومهزوم في الداخل اللبناني، انما تسوية تأتي برئيس توافقي على مسافة واحدة من الجميع"، وقال: "طالما لا قناعة في هذا المجال، فسنكون في حالة انتظار طويلة".

لتفعيل العمل الحكومي

وتطرق الحوت للملف الحكومي، حيث شدّد على وجوب الانصراف لتفعيل العمل الحكومي لانقاذ ما تبقى من تماسك البلد وتمسك اللبنانيين ببلدهم. وقال: "المطلوب أن تجتمع الحكومة بأسرع وقت لادارة شؤون البلد بشكل مؤقت حتى الافراج عن الورقة الرئاسية".

ونبّه الى ان الواقع الاقتصادي كما المعيشي والامني "بات مهددا ويستدعي عودة الحكومة لادارة البلد في هذه المرحلة الحساسة"، لافتا الى ان "اي طرف يعطل عمل الحكومة تحت أي عنوان كان يتحمل المسؤولية كاملة لأي انهيار في أي مجال كان".

مؤتمر جنيف​ في مهب الريح

وحمّل الحوت "المحور السوري – الروسي- الايراني مسؤولية التصعيد الحاصل في المنطقة، منذ اغتيال قائد "جيش الاسلام" ​زهران علوش​ وتركيز الغارات الروسية على مواقع المعارضة المعتدلة، وصولا لاحتجاز ورقة الرئاسة اللبنانية"، لافتا الى ان هذا المحور لا يزال يعوّل على احداث تغييرات ميدانية لفرض حل يبقي الرئيس السوري بشار الاسد على رأس النظام.

واعتبر ان التصعيد الأخير على صعيد تدهور العلاقات السعودية – الايرانية يضع اجتماع جنيف المرتقب نهاية الشهر الجاري في مهب الريح.