حدثان امنيان طبعا نهاية الاسبوع في الجنوب وتمثل الاول باكتشاف الجيش اللبناني لجهاز تجسس اسرائيلي عند السياج التقني داخل الاراضي اللبنانية في بلدة العديسة موجه الى الاراضي اللبنانية، فيما تمثل الحدث الثاني بالنسر الاسرائيلي الذي اطلقته اسرائيل فوق تل ابيب ليغرد خارج سربه ويصل الى منطقة بنت جبيل، وهو يحمل أجهزة تتبع اسرائيلية، ما أوحى للمواطنين بأنّه يحمل جهاز تجسس إسرائيلي.

وبالنسبة للحدث الأول، فإنّه يشكّل إنجازاً أمنياً آخر يحققه الجيش اللبناني، ويُضاف الى انجازاته، ففيما كانت دورية للجيش تجتاز الطريق الدولية في مهمة روتينية على طريق العديسة، اكتشفت جهازًا مشبوهًا موضوعًا على الارض بملاصقة الشريط الشائك التقني في ارض تتبع لبلدة العديسة، وهي نقطة متنازع عليها بين لبنان واسرائيل منذ ترسيم الخط الازرق في العام 2000 .

وقد أبلغ الجيش اللبناني "اليونيفل" بالامر، وحضرت دورية من الكتيبة الاندونيسية التي تتخذ من مكان قريب موقعاً ونقطة ثابتة لها، وبدأت الاتصالات على اعلى المستويات بين الجيش و"اليونيفل" من جهة وبين "اليونيفل" و​الجيش الاسرائيلي​ بغية ازالة الجسم المشبوه الذي تبين للجيش اللبناني و"اليونيفل" انه جهاز تجسس وتنصت اسرائيلي على شكل حجر مموه ومربوط بكاميرا على الارض في محلة المحافير وموجه نحو بلدة العديسة وطريقها العام ونحو حاجز الجيش اللبناني في تلة العديسة.

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر أمنية لـ"النشرة" أنّ الجهاز ما زال في مكانه رغم اكتشافه والكاميرا على الارض لرصد التحركات في الجهة اللبنانية المقابلة لمستعمرة مسكافعام، مؤكدة انه رغم طلب "اليونيفل" من اسرائيل ازالة الجهاز من المكان، لم تكترث اسرائيل للطلب الدولي وابقت على الامور كما هي لا بل رفعت من حدة استنفار جيشها في التلال المشرفة على المنطقة، وهي تتحين قيام اي طرف بالاقتراب من الجهاز لتفجيره لاسلكيا على غرار ما فعلته اسرائيل باجهزة مماثلة زرعتها في عدلون ومجدل سلم وزوطر.

وأشارت المصادر إلى ان هذا الجهاز وغيره من مئات الاجهزة الاسرائيلية المنتشرة على طول الحدود الدولية انما الهدف منه جمع معلومات مرئية عن تحركات الجيش والمقاومة ونقلها من خلال اجهزة التحسس الالكترونية والمعدنية الى غرفة عمليات اقامتها اسرائيل في مستعمرة مسكافعام، وهناك يجري تحليل المعلومات وفرزها والاحتفاظ بها واتخاذها اهدافا وضمها الى بنك الاهداف الاسرائيلية.

ولفتت المصادر الى ان ضباط الجيش اللبناني في عداد الوفد اللبناني في اللقاء الثلاثي الذي انعقد في احد مقرات "اليونيفل" في رأس الناقورة منذ ايام اعتبروا ان التنصت الاسرائيلي هو دلالة على الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701، وقد اكدوا خلال اللقاء استمرار اسرائيل دون رادع دولي بزرع أجهزة تجسس في الأراضي اللبنانية، مقدمين لائحة تبين أجهزة التنصت التي تم إكتشافها من العام 2009 حتى العام 2015، والتي تظهر إلى جانب أبراج الإتصالات المتطورة المنتشرة على طول الخط الأزرق، مدى اعتماد العدو الإسرائيلي على الحرب الإلكترونية.

المصادر اشارت الى ان الجانب الاسرائيلي اقر في الاجتماع بالتجسس وهو سيواصله لان الحكومة اللبنانية على حدّ زعمه لا تسيطر على منطقة جنوب الليطاني وهو ما دحضه الجانب اللبناني خلال الاجتماع مؤكدا ان التجسس والتنصت الاسرائيلي تستخدمه اسرائيل لاهداف عدوانية على لبنان وهو خرق من الخروقات للخط الازرق وانتهاك للسيادة اللبنانية.

وجنوبا عثر الجيش اللبناني في خراج بلدة بنت جبيل على النسر الاسرائيلي الذي كان يحمل اجهزة تتبع اسرائيلية المصدر و قد تم تسليمه لقوات "اليونيفيل" العاملة في ​جنوب لبنان​ بعد التأكد من انه لا يحمل اي اجهزة تجسسية ليتم تسليمه لاحقا لاسرائيل، وكانت اسرائيل قد اعترفت بأن النسر يعود لإحدى الجمعيات البيئية الاسرائيلية وجرى اطلاقه من اسرائيل نحو الحدود الجنوبية مساء الثلاثاء وسقط في بنت جبيل وتبين ان عرضه مترين ومصدره تل أبيب، بحسب ما هو مذكور على السوار المربوط في رجله، ويحمل الرقم، p- 98 على جناحيه، لتمييزه عن غيره من الطيور الاسرائيلية ، وزعمت اسرائيل ان اطلاقه يهدف الى التكاثر وليس للتجسس، وان النسر استقدم من احدى الولايات المتحدة الاميركية.

النسر الذي غاب عن تل ابيب كاد يفجر ازمة بين لبنان واسرائيل على خلفية اتهام الاخير للبنان باخفاء النسر وتعذيبه، ثم المطالبة بتطبيبه واطلاق سراحه بعد مرور 4 ايام على اختفائه حيث تبين انه منهك ولا يستطيع الطيران دفعة واحدة بعدما فقأت احدى عينيه وبات طيرانه صعبا فكان ينتقل من منطقة الى اخرى في بنت جبيل في رحلة دامت اربعة ايام.