تترقب الاوساط السياسية في لبنان وصول السفيرة الاميركيّة الجديدة إليزابيت ريتشارد خلال الأسبوع الاول من تموز المقبل، لإعادة تفعيل تحرك الدبلوماسيّة الاميركيّة على الساحة اللبنانية، بعدما تراجع دور الحضور الاميركي مع القائم بالاعمال ​ريتشارد جونز​، الذي كان واضحا ان مهمته موقتة في لبنان بانتظار مجيء السفيرة.

تشير المعلومات المتوفرة من مصادر سياسية ودبلوماسية غربية الى ان السفيرة ريتشارد تحمل توجّهات ادارتها لمرحلة ما قبل انتهاء ولاية الرئيس باراك اوباما التي تركز على تطورات الاوضاع في العراق وسوريا، بانتظار التوجّهات الجديدة في مرحلة ما بعد الانتخابات الأميركيّة بانتظار الرئيس الأميركي الجديد.

لبنانيًا، تحدّثت المصادر عن مسارين للدبلوماسية الأميركية في عهد السفيرة الجديدة، الاول يركّز على تفعيل الخيار الاميركي بضرورة الحفاظ على الاستقرار الأمني في لبنان، لانه مدخل الى الاستقرار السياسي، والترجمة العمليّة لذلك ستكون في استمرار دعم ​الجيش اللبناني​ والمؤسسات الأمنية عدّة وعتادا وتعزيز دورات التدريب وغيرها وفق البرنامج الموضوع لدى القيادتين الاميركيّة واللبنانيّة.

ولا تستبعد المصادر نفسها ان يتزامن مجيء ريتشارد مع دفعة جديدة من المساعدات العسكرية، لاسيما التي يحتاجها لبنان في مواجهة التنظيمات الارهابيّة على الحدود اللبنانية-السورية، والجهد المخابراتي في ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة التي تلعب فيها المخابرات دورا أساسيا في مكافحته مع الدول الصديقة لاسيما الاميركيّة والالمانية.

اما في ما يخصّ المسار الثاني السياسي، فتعتقد المصادر بأن ريتشارد تمثّل الثوابت نفسها التي التزمت بها ادارتها لجهة توفير العوامل التي تعزز لبننة الاستحقاق الرئاسي من خلال ازالة العقبات التي تعرقل اتفاق اللبنانيين فيما بينهم لاختيار الرئيس العتيد

وفي هذا السياق، تشير المصادر الى ان الولايات المتّحدة تنسق مع فرنسا والفاتيكان للاسراع في إنجاز الملف الرئاسي وإنهاء الشغور الذي دخل عامه الثالث، لكن هامش حركتها في هذا المجال يبقى مرتبطا بشكل او بآخر بنتائج الاتصالات الجارية مع الرياض وطهران، التي تتولاها حاليا باريس من خلال اللقاء المرتقب بين المسؤولين الفرنسيين وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان الذي كان في واشنطن، ووزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، في26 من حزيران الجاري.

وتضيف المصادر، ان الملف الثالث الذي ستوليه السفيرة ريتشارد عناية استثنائية هو ملفّ العلاقة مع حزب الله الذي اختارت أميركا التشدّد حياله لاسيما في ما يتعلق بقانون العقوبات الحالية المفروضة على الحزب.

وتتحدث المصادر، عن تشدّد أميركي في تطبيق هذه العقوبات ومتابعة تنفيذ القانون بالتنسيق مع مصرف لبنان و​المصارف اللبنانية​.

وتتابع المصادر، ان واشنطن التي تبلغت نتائج زيارة نائب وزير الخزانة الاميركيّة دانيال غلايزر الى بيروت، لا تزال تعتقد بأن الاستعدادات اللبنانية لتطبيق القانون تحتاج الى متابعة ستتولاها ريتشارد من خلال فريق متخصص سيصل الى بيروت لينضمّ الى الجسم الدبلوماسي في عوكر يتولى التفاصيل التقنية، فيما يكون دور السفيرة توفير الاتصالات السياسية لهذه المهمة.

وتعلق أوساط رسمية لبنانية أهميّة على حراك السفيرة الجديدة لترصد من خلالها توجهات الادارة الأميركية الحالية، قبل دخولها في "كوما" الانتخابات الرئاسية في شهر تشرين الاول المقبل.