كشف قيادي في التيار الصدري بالعراق لصحيفة "السياسة" الكويتية، أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بعث برسالة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل أسبوع تضمنت نقطتين رئيسيتين.

وقال القيادي الصدري إن النقطة الأولى تتعلق بضرورة مشاركة فصائل "​الحشد الشعبي​" بمعركة الموصل وعدم تغييبها عنها، فيما حملت الثانية تحذيرات بأن انتهاء معركة الموصل وطرد "داعش" سيشجع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وجهات سياسية عراقية للمطالبة بحل "الحشد" ويجب عدم قيام الحكومة العراقية بذلك.

وأكد أن رسالة خامنئي وراء قرار العبادي إعادة هيكلة "الحشد" وتحويلها جهازا مواز لجهاز مكافحة الإرهاب تدريباً وتسليحاً وقوانين ومن حيث تشكيلها العسكري وارتباطها بالقائد العام للقوات المسلحة.

وأشار إلى أن رسالة خامنئي القوية للعبادي جاءت في وقت يتعرض الأخير لضغوط من دول التحالف الدولي بأن معركة الموصل يجب أن تبدأ بسرعة لأن بعض الجهات الشيعية التي تقود حكومة العبادي تريد تأخيرها، موضحاً أن فصائل "الحشد" الشيعية تميل لتأجيل معركة الموصل الى نهاية العام أو مطلع العام المقبل لاعتبارات ارتبطت بمفاوضات اجرتها مع العبادي للتوصل الى تفاهمات تسمح بدمج ثلثي عدد "الحشد" بالقوات المسلحة أو اصدار قانون من البرلمان بتشكيل جيش ثاني يوفر له غطاء قانوني لمواجهة الحالات الطارئة مثل الحروب الخارجية أو الإرهاب وبالتالي قرار العبادي إعادة هيكلة قوات "الحشد"، كان جزءاً من هذه التفاهمات أي تحويل "الحشد" قوة عسكرية ضاربة لمحاربة الإرهاب.

وأشار إلى أن خطورة قرار العبادي بموازاة "الحشد" بجهاز مكافحة الإرهاب وتحديد مهمة الميليشيات الشيعية بمكافحة الإرهاب هو أن "الحشدط ستشارك في معركة الموصل لأنها ضد الأرهاب وتستطيع أن يشارك في أي معركة وفي أي منطقة ووقت ما تشاء داخل العراق لأنها تحارب الإرهابيين، كما أن الحشد بهذه الهيكلية الجديدة وبهذه الصفة العسكرية الجديدة تستطيع أن تبرر مشاركتها بمكافحة الإرهاب خارج العراق.

وأكد أن معظم القوى السياسية الشيعية التي هي بمثابة مرجعيات لقوات "الحشد"، قلقة من مرحلة ما بعد معركة الموصل لأن دول التحالف لديها أدوات ضغط اقتصادية وعسكرية وسياسية وديبلوماسية لا يستهان بها لإجبار العبادي على حل "الحشد" بعد انهاء "داعش" في الموصل، لذلك جاء قرار العبادي بإعادة هيكلة "الحشد" كخطوة استباقية.

ولفت إلى أن التحالف الدولي يعد خطة لمرحلة ما بعد تحرير الموصل تشمل، أولا نشر قوات عسكرية أميركية دائمة خصوصاً اذا فاز مرشح "الحزب الجمهوري" الأميركي دونالد ترامب بمنصب الرئاسة الأميركية لضمان مواصلة الحرب على الأرهاب، وثانيا، دعم أميركي لقيام أقليم سني عاصمته الموصل، ما قد يساهم في انهاء أي عودة لـ"داعش" والجماعات المتطرفة للمدينة، وربما يسهم بتقويض الإرهاب عبر العالم، بالإضافة لتقويض النفوذ الإيراني بالعراق، وثالثا تسوية المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل، بشأن لمناطق المتنازع عليها في مدن الموصل وكركوك وديالى، ما يساعد على استمرار العملية السياسية العراقية بصيغتها الفدرالية القائمة.

واعتبر القيادي الصدري أن هذه الخطوات سياسة موجهة ضد ايران لأن الغرب لا يريد أن تصب عملية انهاء "داعش" في مصلحة النظام الإيراني وحلفاءه خصوصاً أن عملية الموصل ستسبق على الأرجح تحرير الرقة السورية، المعقل الرئيسي الآخر لـ"داعش" في المنطقة، كما أنها ستسبق عملية التسوية السياسية بسوريا.