اعتبرت أوساط مسيحيّة في حديث إلى "الدبار" أنّ حزب الله، في الأصل لم ينظر بسلبيّة مطلقة إلى التحالف بين التيار الوطني لحر والقوات، وهو عارف بأنّ الخصوصيّة المسيحيّة هتكت ومسّت وتمزّقت، وفي قراءته للواقع اللبنانيّ استنتج الحزب بأنّ لبنان بلا مسيحيين فاقد لجوهر وجوده، وهذا ظهر غير مرّة في أدبياته، وفي جزء كبير من الحرب التي خاضها في سوريا كان حريصًا على ضمان بقاء الوجود المسيحيّ في المشرق العربيّ معافىً سليمًا مدى الأيام. وبتحليله احسّ الحزب وبحسب مصادر متابعة لحراك الحزب، بأن اللقاء القواتيّ-التياريّ أراح المسيحيين وأعاد خصوصيتهم بمعناها السياسيّ إلى بهائها المفقود، وهي خصوصيّة خارجة ومتحررة من المهجوسيّة المستوية عند بعض الطوائف للتلاقى بعناق مع معظم المكونات في لبنان بحضورها الفريد والخاص، بعيدًا عن أي استيلاد متجدّد لها في كنف طوائف ومذاهب أخرى.

وأشارت الاوساط إلى "ضرورة تكثيف الحوار بين القوات والتيار في المراحل المقبلة ليس على المستوى الانتخابيّ الضيّق، بل على المستوى الاستراتيجيّ الواسع المتصل بموازين القوى واستوائها في التاسيس للتسويات. فحوار القوات مع الحزب ليس ولن يكون معزولاً عن خطوط التسوية المرتقبة، فهو من شأنه أن ينتمي إليها ويصب في اتجاهاتها أو يأتي ربما من انتظامها أو يؤسس لها. هذا كشف جديد، بإمكان كلّ الفرقاء أن يتمرسّوا به بعد ان يتمرنوا ذهنيًّا عليه، لا سيّما أن تداخل الأزمة السورية واضح في البنية اللبنانيّة من خلال النازحين السوريين ووجود عدد من القوى التكفيريّة على الحدود وفي داخل المخيمات، ومن خلال تداخل القضيّة الفلسطينيّة في البنية اللبنانيّة مع وجود المخيمات الفلسطينيّة بتداعياتها الأمنية السيئة والحاضنة بدورها للقوى التكفيريّة".