أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن "الوصول الى اتفاق حول قانون الانتخابات هو شغلنا الشاغل حاليا، لأن من دونه لن نتمكن من تغيير صورة التمثيل الذي نريده نحن ولا يمكن تحقيق هذا التغيير من دون النسبية، لأننا إذا كنا نسعى الى تحقيق الاستقرار السياسي، فيجب أن يتمثل جميع اللبنانيين في المجلس النيابي، الاقلية منهم والاكثرية، بغض النظر عن الطوائف وحجمها، فيساهم بذلك الجميع في إدارة الوطن وحكمه، وعندئذ تتكون معارضة حقيقية مرتكزها شعبي، على ان تكون متمثلة بشعب له حضوره على الارض ولها الفعالية اللازمة فيتحقق عندها التوازن في الحكم".

وشدد على "أهمية بلوغ المجتمع المدني البعيد عن الطائفية"، لافتاً الى "وجود من يطالب بضرورة إلغاء الطائفية السياسية، وقد اصبح هناك من يزايد على الآخر في هذه المسألة، لأن التدابير التدريجية التي يجب اتخاذها في المجتمع تبدأ بإعداد المجتمع الذي يعيش في ديموقراطية ضمن التعدد، لكن للأسف لم تتخذ أي تدابير او إجراءات في هذا السياق وبقي النهج التربوي والسلوكي على حالهما".

وفي تصريح له خلال استقباله وفداً من جمعية أندية "الليونز" الدولية برئاسة حاكم المنطقة 351 لبنان - الاردن - العراق وفلسطين فادي غانم، ضم نواب الحاكم والامناء والحكام السابقين، لفت عون إلى أن "نوادي "الليونز" معروفة في كافة ارجاء العالم لدورها الايجابي اجتماعيا وادبيا، واعضاءها هم من نخبة المجتمع، وهي تساعد في تحسين طبيعة العلاقات الانسانية، ما يعتبر امرا مهما جدا في العالم الذي يعيش اليوم انهيارا على هذا المستوى".

وتمنى ان "تصبح "الليونز" في المستقبل القريب عبر اعضائها، قوة استرداد للروح الانسانية في هذا الشرق المعذب، لا سيما وأنها تقدم نموذجا جيدا للحياة الاجتماعية والتضامن ضمن المجتمع"، معتبراً أن "اغلى امر بالنسبة للانسان هو الحلم الذي يعتبر نواة لأي تقدم علمي او اجتماعي قد تحقق"، مشيراً إلى "أنني أحلم أن أرى لبنان وقد عاد بعد مدة قصيرة جدا مركزا لحوار الاديان والحضارات في العالم، لأنه هو الاكثر تأهيلا لذلك، إذ يجمع عددا كبيرا من الطوائف والاديان والثقافات المتعايشة مع بعضها البعض، على امل أن يصبح هذا التعايش أقوى من ذي قبل، لأنه على الرغم من كل ما حصل في الشرق الاوسط من خراب، ظل الانقسام السياسي في لبنان ضمن حدود السياسة، ولم تسقط أي نقطة دماء. وقد استطعنا جمع مختلف المكونات ضمن البوتقة الوطنية المتعددة الثقافات والمعتقدات، فثقافتنا هي خلاصة لمختلف الحضارات المتوسطية والقديمة، من الآرامية الى الحضارات الحديثة في العالم".

وأكد أن "حلمي تحقيق الاستقرار والامن والازدهار لبلدنا، وانا مطمئن على لبنان طالما نحن من يقود السفينة، وندعوكم الى أن تطمئنوا معنا".

كما استقبل الرئيس عون رئيس الجمعية الطبية الأميركية - اللبنانية "ALMA" الدكتور راي هاشم مع وفد ضم الدكاترة عصام رعد ورياض سركيس وجورج خوند، وذلك لمناسبة وجودهم في بيروت للمشاركة في مؤتمر طبي يعقد في العاصمة اللبنانية.

وقد اطلع الأطباء الرئيس عون على نشاطاتهم وانجازاتهم في الحقل الطبي ووضعوا خبراتهم بتصرف لبنان والقطاع الصحي فيه.

واستقبل الرئيس عون رئيسة الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا "AUST" الدكتورة هيام صقر مع وفد من نواب رئيس الجامعة والعمداء والمديرين.

من جهته، أكد الرئيس عون "أهمية الدور الذي تقوم به الجامعات في لبنان"، معتبرا "أنها تتحمل مسؤولية كبيرة في بناء الجيل الجديد الذي سيكمل مسيرة النهوض وصناعة المستقبل".