ذكرت "الاخبار" انه من أصل 68 سفيراً في ملاك وزارة الخارجية (علماً بأنّ عدد السفارات اللبنانية في العالم هو 73 سفارة)، يدير نحو 32 سفارة قائم بالأعمال أو سكرتير (أي القنصل)، بسبب الشغور، أهمها: واشنطن، باريس، القاهرة (والجامعة العربية)، الصين، مدريد، الفاتيكان، وقريباً سيُحال سفير لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام على التقاعد. مُشكلة دبلوماسيي الفئة الثالثة ليست في كفاءاتهم، بل في أنّ مراكزهم لا تسمح لهم بالتواصل مع الأعلى رتبة منهم، ما يعني استحالة اطلاعهم على الكثير من المعلومات.

واوضحت ان سبب التأخر في بتّ ملّف التشكيلات هو "الانشغال في البحث عن قانون جديد للانتخابات. في أحيانٍ كثيرة، يكون التواصل مع وزير الخارجية جبران باسيل مُتعذراً. ولكن إذا لم يكن هناك من تعقيدات، لسنا بحاجة إلى أكثر من 24 ساعة للانتهاء"، بحسب مصادر في "الخارجية". توافق مصادر أخرى متابعة للملف، على أنّ "انشغال باسيل بأمور أخرى أساس التأخير". الاستخفاف بهذا الملف يعود أيضاً إلى ما يُحكى "عن خلافات حول التشكيلات بين باسيل ومستشارة رئيس الجمهورية ​ميراي عون الهاشم​، التي كانت تُتابع الملف الدبلوماسي قبل أن يتولى باسيل الخارجية". ووفق المعلومات "وصلت إلى الهاشم، قبل قرابة شهرين، مسودة من الخارجية تضم عدداً من الأسماء، وُضعت في الدُّرج". لم تستطع "الأخبار" التأكد من المعلومة من الهاشم، لعدم ردّها على الاتصالات. أما باسيل، فيُفضل بحسب مستشارته الإعلامية عدم تناول الموضوع في الإعلام حالياً.

تتحدّث مصادر "الخارجية" عن بندٍ آخر في المشروع هو "إرساء مبدأ المداورة بين السفارات لتصحيح الخلل، مع المحافظة على المناصفة". يبدو الطرح استهدافاً في الدرجة الأولى للرئيس نبيه برّي، وخاصة حين تُقدم المصادر مثلاً "الدول الخليجية حيث السفير شيعي، ومعروفة العلاقة السياسية السيئة بين الطرفين. لماذا لا يكون على رأسها مسيحي؟". تردّ مصادر أخرى مطلعة على الملّف بأنّ الأمر "لن يكون خلافياً، شرط أن تكون المداورة متوازنة لناحية: موقع الدولة البديلة، دور الجالية والمستوى الاقتصادي. هل يقبل التيار الوطني الحر أن تُشمل واشنطن في المبادلة؟".