تناولت وسائل الإعلام الفرنسية والدولية موضوع المرشح الرئاسي والرئيس الحالي ل​فرنسا​ السيد Emmanuel Macron وقد تم التركيز في هذا السياق على فارق السن الكبير بينه، وبين زوجته بريجيت والذي يبلغ 25 عاما.

وإذا عدنا في التاريخ إلى الوراء، فان دور المرأة في الحكم في فرنسا بدأ في القرن الخامس عشر والسادس عشر سواء كانت أم، أو زوجة، أو عشيقة. وقد كرّس الدستور الفرنسي لعام 1958 والذي طرحه الجنرال De Gaulle صلاحيات تقارب صلاحيات الحكم الملكي من حيث تعيين الوزير الأول والوزراء وترأسه السلطة التنفيذية وقيادة الجيش والسلطة القضائية. وقد اسرّ الرئيس الراحل De Gaulle لصديقه Andre Malraux، وزير الثقافة الراحل بأنه قد راوده حلم إعادة الملكية إلى فرنسا لأحد ورثاء الـ Bourbon. وفي العودة إلى دفاتر التاريخ، فان الملك Francois 1er هو الذي أنشأ الديوان الملكي Cour Royale.

وإذا ما بدأنا من عصر النهضة فقد لعبت Diane de Poitiers (1499-1566) دورا أساسيا في حكم الملك Henri II وقد شجعت على نشر الآداب والفنون.

أما Catherine de Medicis أرملة Henri II فقد حكمت في الظل خلال تولي ابنها Charles IX (1550-1574) العرش، وقد دفعت به إلى ارتكاب مجزرة بحق البروتستانت في 24 آب 1572، وقد دعيت مجزرة Saint Berthelemy.

في عهد لويس الرابع عشر ([1])، فلم يكن للعشيقات أي دور سياسي ومنهن Marquise de Montespan. أما Marquise de Maintenon والتي تزوجها لاحقا، فقد كان لها دور في إعادة الملك إلى ممارسة الطقوس الدينية الكاثوليكية.

أما لويس XV الذي حكم في الفترة (1715 – 1774) فقد كان للعشيقة Marquise de Pompadour دورا أساسيا بجانب الملك، حيث كانت تحضر في بعض الأحيان المجلس الوزاري برئاسة الملك، وتقدم الاقتراحات، وقد كانت تعمل على حماية الفلاسفة والكتاب ومنهم Voltaire.

أما نابوليون فقد عاش قصة حب مع الإمبراطورة Josephine ولكنه لم يرزق منها ولدا، وقد كان له عدد كبير من العشيقات، إلا أن السلطة البولونية آنذاك شجعت Comtesse Walewska للتقرب من نابوليون، في سبيل دعم بولونيا إزاء طموحات روسيا والنمسا.

على صعيد العصر الحديث الحديث فقد كرس دستور 1958 أي دستور الجمهورية الخامسة والذي طرحه الرئيس الراحل شارل ديغول الحكم الجمهوري لسلطات شبه ملكية. وقد أطلق الفرنسيون على لقب الرئيس على سبيل الفكاهة Un Monarque Républicain.

وقد حكم الرئيس الراحل فرنسوا ميتران ولايتين رئاسيتين (1981 – 1995) بأسلوب ملكي، فكان له مساعد لشؤون الصيد السيد Francois de Grossouvre، كما أن كان له خليلة بشكل شبه علني وهي السيدة Anne Pingot ([2]) وكانت السيدة ميتران على علم بذلك، ولم يكن يبالي بذلك، أسوة بالحكم الملكي وال Favorite de la Cour – بالإضافة إلى ذلك فقد عين بعض صديقاته في مراكز سياسية وإدارية منهن Edith Cresson وElizabeth Gingo.

أما الرئيس فاليري جيسكار جيستان فقد تعرض لإحراج كبير لدى زيارته احدى صديقاته في منزلها وهي ممثلة شهيرة، بعدما تم تصويره خارج المنزل. على صعيد الرئيس الفرنسي جاك شيراك فقد عرف بعلاقاته المتعددة، لكن الصحافة كشفت علاقة بإحدى الصحفيات في وكالة صحافية فرنسية شهيرة. وقد كان لزوجته الأرستقراطية Bernadette Chodron de Courcel دورا في إبعاد احدى الوزيرات المقربات من شيراك والاعتراض على تعيين أحد الوزراء.

أما كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي ساركوزي، فقد لعبت دورا في المجال السياسي والإعلامي بجانب الرئيس، وقد ساهمت في تلميع صورة الرئيس بمبادراتها الإعلامية والإنسانية، وقد أوحت للرئيس بتعيين السيد Frederic Mitterand وزيرا للثقافة.

أما الرئيس فرنسوا هولاند فقد تميز عهده بالفضائح الشخصية سواء مع صديقته Valerie Trierweiler والتي ابعدها عن الإليزيه. وقد الفت كتابا عن تجربتها بالرئيس حملت فيه انتقادات حادة ولاذعة مما أثر على شعبيته في الشارع الفرنسي. أما ثالثة الأثافي فهو ركوبه الدراجة النارية في الليل للقاء صديقته الممثلة Julie Gayet مما وضع موقع رئاسة الجمهورية الفرنسية، أمام امتحان عسير وساهم في إضعاف هيبة الرئاسة الفرنسية.

والسؤال المطروح ما هو الدور المقبل للسيدة بريجيت ماكرون. هل تتجاوز الحدود في التدخل المباشر في السياسة الداخلية أم أنها ستعمل خارج الأضواء؟.

([1]) من 1643 إلى 1715.

([2]) وقد أنجب منها ابنته Mazarine.