أشارت مصادر من قوى "8 آذار"، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "بعد سقوط معظم المناطق الحدودية في القلمون الغربي بيد النظام السوري و"حزب الله"، لم يعد لدى "سرايا أهل الشام" القدرة على متابعة القتال، وعرضوا عبر وسطاء أن ينسحبوا من المنطقة الّتي يسطيرون عليها في الأراضي اللبنانية من دون قتال، كما عرضوا أن يتواصلوا مع التنظيمات الأخرى في المنطقة وفي مقدّمتها "جبهة النصرة" للهدف نفسه".

وأوضحت المصادر أنّ "معارك جوبر وبرزة عرقلت الأمور، بعدما وجد المسلّحون بارقة أمل في تحقيق إنجاز ما، فتوقّفت المساعي إلى أن تحرّكت مؤخّراً بمبادرة من "سرايا أهل الشام" أيضاً"، لافتةً إلى أنّ "عودة المفاوضات أثمرت إتفاقاً على خطوة تجريبيّة تمثّلت بعودة 50 عائلة إلى قراهم في القلمون الغربي، وهي مناطق لم يطلها التدمير ولم تشهد معارك قاسية"، موضحةً أنّ "شرط "حزب الله" والنظام، كان متمثّلاً بعدم حمل السلاح، وبأن تتمّ العودة إلى الأراضي السورية بمواكبة من "حزب الله" وبموافقة النظام"، منوّهةً إلى أنّ "النظام بدأ تقديم تسهيلات، منها، إعادة الخدمات الأساسيّة إلى المنطقة من كهرباء وشبكات مياه وتأهيل طرقات".

وأفادت المصادر بأنّ "نجاح التجربة الأولى دفع بالإعداد إلى دفعة ثانية سوف تغادر خلال أيام عيد الفطر، تتمثّل بنحو 600 شخص سيغادرون إلى قراهم، على أن تليها دفعات جديدة في المستقبل القريب"، كاشفةً عن "تعهّدات أطلقها النظام بعدم ملاحقة العائدين، وبأنّ ينفذ العائدون الخدمة العسكرية الإلزاميّة في مناطق قريبة من مناطق سكنهم، وألّا يزجّ بهم في الجبهات"، مبيّنةً أنّ "حزب الله" تجنّب الدخول إلى منطقة ​جرود عرسال​ لأسباب تتعلّق بالحساسيّات الطائفية"، مشيراً إلى أنّ "وساطة جديّة ممكن أن تنجح في إخلاء الجرود اللبنانية، خصوصاً أنّ موقف المسلّحين ضعيف لجهة أنّ دفاعاتهم ضعيفة ومناطقهم معزولة"، موضحةً أنّ "في حال لم تنجح الوساطات، فالأمر بالنسبة إلى الحزب محسوم لجهة الإصرار على إنهاء وضع الحدود مع سوريا قبل الشتاء، وبالتالي قد تكون هناك معركة للسيطرة على الجرود بعد شهر رمضان وقبل نهاية الصيف"، لافتةً إلى أنّ "وضع الحدود من منطقة تلكلخ وصولًا إلى البحر هي تحت سيطرة الجيش النظامي السوري، فيما بقية الحدود من القصير وصولاً إلى الزبداني هي تحت سيطرة مشتركة مع "حزب الله"".