حثّ النائب في تكتل "التغيير والاصلاح" ​غسان مخيبر​ القوى السياسية ال​لبنان​ية على اعلان موقف واضح وصريح رافض لأي تمديد رابع لولاية ​المجلس النيابي​، باعتبار ان كل عمليات التمديد التي حصلت سابقا هي غير دستورية، وان كانت الأخيرة لأسباب تنظيمية قاهرة، مشددا على ان مجرد الحديث عن تجديد ولاية المجلس مرفوض تماما، والمطلوب وضع الاسس التنظيمية والقانونية لضمان حصول هذا الاستحقاق الهام.

ورحب مخيبر في حديث لـ"النشرة" بتشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات والتي تعتبر أحد الشروط الأساسية لتنظيم الانتخابات، لافتا الى ان ​القانون الانتخابي​ الجديد يمنحها مزيدا من الصلاحيات والاستقلالية مقارنة بالقانون الماضي. واضاف: "من اهم الادوار التي تلعبها الهيئة حاليا تفسير القانون الجديد للناخبين ومساعدتهم على ممارسة حقهم بالاقتراع، خاصة وان نظام وآليات هذا القانون تحتاج لعملية تثقيف انتخابي، يتوجب ان تتولاها الهيئة بشكل رئيسي، وان كان لا مانع بأن تقوم جمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بدور مساعد في هذا الخصوص".

وأشار مخيبر الى انّه شخصيا وعدد آخر من المشرعين يأملون بأن تنتقل صلاحية ادارة الانتخابات بالكامل من وزارة الداخلية الى هيئة الاشراف على الانتخابات، متحدثا عن "تطور ملحوظ بصلاحياتها بعدما تحولت هيئة دائمة تبقى قائمة من استحقاق الى آخر اي على مر السنوات الـ4 التي تفصل بين العمليتين الانتخابيتين، موضحا ان عملها يشمل الانتخابات الفرعيّة والعامة على حدّ سواء حتى ان من الممكن ان يشمل الانتخابات البلدية".

لتخطي المواقف المتحجرة

وأكد مخيبر ان الاختلاف التقني الحاصل حول موضوع ​البطاقة الممغنطة​ والتسجيل المسبق للناخبين "لا يمكن ان يكون عائقا يمنع حصول الانتخابات النيابية في موعدها"، مشددا على ان "الاستحقاق يجب ان يحصل بوقته وهذه هي الأولوية، سواء تمت الانتخابات ببطاقة او من دونها، وان كنا نعول عليها لكي يتمكن الناخب من الاقتراع في مكان سكنه او في مركز قريب منه".

وأوضح مخيبر ان "البطاقة وسيلة وليست الغاية، والهدف الاساسي منها تسهيل عملية الاقتراع على الناخبين ومنع ​الماكينات الانتخابية​ من استغلال موضوع تأمين انتقال الناخب الى مسقط رأسه للتأثير عليه بطريقة أو بأخرى". واضاف: "تحقيق هذا الاصلاح يشكل نقلة نوعية خاصة وهو نتيجة مطلب مزمن".

وحثّ مخيبر على "عدم مقاربة مسألة البطاقة والتسجيل المسبق من منطلق Dogmatic ومتحجر، والسعي لتأمين أفضل التقنيات اللازمة بعد تقييم حسنات وسيئات كل منها"، مشددا على "وجوب أن يتم ذلك سريعا بعد تخطي التحجّر الحاصل بالمواقف، والا نكون قد دخلنا في انقسام سياسي جديد وفرّطنا بعملية اصلاح النظام الانتخابي التي طال انتظارها".

تخطي المخاطر الراهنة

وتطرق مخيبر للملف الامني والتحذيرات التي أطلقها عدد من السفارات مؤخرا، مذكرا بأن "العالم بأسره وقع فريسة ​الارهاب​ المتفلت وآخر محطاته كانت في لندن"، لافتا الى انّه "طوال الفترة الماضية كان لبنان ينعم بشيء من الاستقرار، رغم احتلال جزء من أراضيه من قبل تنظيمي "​جبهة النصرة​" و"داعش" ووجود عدد هائل من النازحين على اراضيه، وقربه من بؤر ارهابية متوزعة في المنطقة". وقال: "اما ما ساعد بابعاد الكأس المرة عنا هو النشاط الناجح جدًّا للأجهزة الأمنية التي تمكنت من استباق المخاطر وقتل العمليات الارهابية في مهدها".

واعتبر مخيبر ان "التدابير الوقائية المشكورة التي تقوم بها الأجهزة لا تلغي امكانيات حصول خرق معين، واللبناني بطبيعته يعيش مع الخطر ويتأقلم معه، وقد تمكننا من تخطي الكثير من المحطات في هذا المجال منذ العام 1975، ولا شك اننا قادرون على تخطي هذه المرحلة أيضا بالتمسك بمقاومة كل هذه المخاطر بحب الحياة".