طمأنت اوساط دبلوماسية لصحيفة "الجمهورية"، ان كل ما يجري في محيط ​لبنان​ وخصوصاً على مساحة المنطقة المتفجّرة نتيجة استمرار الأزمتين السورية والعراقية بكل مظاهرها العنفية التي فاقت كل التوقعات في السنوات الأخيرة، وصولاً الى ​البحرين​ و​اليمن​ لن ينتقل الى لبنان وأنه سيبقى في منأى عن تردّداتها الفتنوية السلبية ولا سيما منها الدموية، مشيرة الى ان بعض زوّار العواصم الكبرى المؤثرة في المنطقة تحدثواعن هذه المعادلة الدولية بكل ثقة ويسترسلون في الكلام عن الجهود التي بذلت لتطويق أزمة استقالة الرئيس ​سعد الحريري​ وما احاط بها من التباس وغموض نادرين.

ولفتت الأوساط الى ان الحراك السياسي والدبلوماسي الذي قاده رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ مستفيدا من الإجماع الذي لم يتحقق في الداخل بمثل ما تجلى هذه المرة على مستوى اهل الحكم و​الحكومة​ والمعارضة في آن، شغل لأيام العالمين العربي والغربي وعواصم الدول الكبرى والمؤسسات الدولية والأممية ، مشيرة الى انه على هذه الخلفيات يعترف ديبلوماسيون معتمدون في ​بيروت​ انه كان لهذا الموقف اللبناني النادر الصدى الإيجابي في كل مكان، وهو ما أدّى الى تحويل الرسالة اللبنانية صرخةً مدوية تردّد صداها في العالم الذي عبّر منذ اللحظة الأولى عن إجماع وتوافق دوليَّين لمنع ما يؤدّي الى الإنفجار الذي شهدته عواصم ومدن عربية عاشت ما يشبه الأزمة اللبنانية الأخيرة، وهو امر قل نظيره باعتراف الجميع حيال اي حدث سبقه سواء كان اقليمياً او دولياً.

وانطلاقاً من هذه الوقائع المتسارِعة فقد شكّل حلّ أزمة الحريري بوابةً لإستشكاف المرحلة المقبلة في لبنان وهو ما اشار اليه البيان المشترَك للرئيسين الفرنسي والأميركي، فقاد الأول المبادرة لنقله من ​الرياض​ الى ​باريس​ واعطى الثاني ​الضوء​ الأخضر لحماية مشروعه في المنطقة لكنّ ذلك لم يكتمل ما لم يتجاوب اللبنانيون مع التفاهمات الدولية التي رافقت عودة الحريري انطلاقا مما قالت به استقالته في مضمونها السياسي الداخلي والإقليمي والدولي، ولذلك فإنّ قرار الحياد الذي يريده العالم للبنان هو المخرج لطيّ الأزمة وعدم تكرارها مرة أخرى.

وختاماً تنتظر المراجع الدولية الراعية للتفاهم الجديد المبني على حياد لبنان ولو على «مراحل متدرّجة» تجاوباً لبنانياً شاملاً يبعده عن الأزمات التي لم تنتهِ فصولاً بعد، وإنّ على رئيس الجمهورية وأهل الحكم توفير الحدّ الأدنى ممّا هو مطلوب.