لفتت صحيفة "العرب" القطرية إلى أنّ "غالبية الشعب ال​لبنان​ي اتّحدت خلف رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ لحكمته في إدارة أزمة إستقالة رئيس الحكوم ​سعد الحريري​، وتواجد هذا الأخير في السعودية، وسط ظروف غامضة، وكان لإعلان الرئيس عون أنّ لبنان لن يقبل بعد الآن بالتدخل بشؤونه الداخلية، وقعاً إيجابيّاً في نفوس اللبنانيين".

وركّز الصحيفة على أنّ "نعم استقلّ لبنان عن الإنتداب الفرنسي في 22 تشرين الثاني عام 1943، ولكن هذه الدولة الصغيرة ظلّت عرضة للتدخلات الإقليمية من قبل دول عدّة، ومن بينها السعودية الشقيقة، الّتي يذكر التاريخ تهديدها للدولة اللبنانية في الستينيات، بعد اتخاذ بيروت موقفاً مؤيّداً لسياسة الرئيس ​جمال عبد الناصر​ الخارجية الداعمة لليمن، وبعدها دور السعودية نفسها في الحرب الأهلية اللبنانية، وتتويج هذا الدور ب​إتفاق الطائف​ عام 1989".

وشدّد على أنّ "​الشعب اللبناني​ دفع ثمن هذه الحرب، وثمن التهديدات الإقليمية الرافضة لوجود حكم قوي في لبنان وطفرة إقتصادية، وثمن تأييده للعروبة النضالية على حساب ​العروبة​ الإنهزامية. وكان الثمن أكثر من 200 ألف قتيل، وتهجير أكثر من مئة ألف مواطن، منهم مئات الكفاءات الّتي أصبحت رهينة لقمة العيش في دول المنطقة والعالم".

وأشارت الصحيفة، إلى "أنّه الإستقلال يا سادة، إذا لم نتعلّم من تجارب الماضي سنخسر مجدّداً. إنّنا اليوم أمام فرصة ثانية لعدم تكرار أخطاء الماضي، وتحويل الأزمات إلى نجاحات، واقتناص الفرصة لجعل لبنان "سويسرا الشرق". فلبنان اليوم محطّة إقتصاديّة فاعلة، ووجهة جاذبة للشركات العالمية الباحثة عن عقود طويلة الأجل لإعادة إعمار ​سوريا​، واستثمار ثروات لا يُستهان بها من النفط والغاز، مُخبئة في مياهنا"، متسائلةً "هل سيستيقظ المارد اللبناني من سباته في عهد الرئيس عون؟ وهل سيُسمح له بذلك؟ هل فعلاً نحن على درب الإستقلال الحقيقي من التبعية السياسية والإقتصادية الّتي ارتبطت بـ"البترودولار" بعد التسعينيات؟".