أشار وزير العدل ​سليم جريصاتي​ في كلمة خلال غداء تكريمي على شرف البطريرك يوسف العبسي في مونتي البرتو زحلة إلى انه "أتانا بطريرك من بلاد الشام ووطأت قدناه أرض عاصمة الكثلكة، زحلة، فدخل الى بيته، على مقربة من كرسيه، وإرتقت نفوس المؤمنين معه الى العلى بعد أن اختاره الروح القدس من بين اترابه الأحبار رئيساً روحياً لكنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية، فإنبعث، بإتفاق المنى والقدر، من ابرشيته والحانه الليتورجية الى السدة البطريركية، منحنياً بتواضعه أمام الله كملأى السنابل، كيف لا والوداعة من شيم كنيستنا بالرغم من انها سليلة عظمة بيزنطيا ومجد روما".

وأضاف " سيدي البطريرك، اردت ان تكون زيارتك الى عاصمتك ذات منحى روحاني وإنساني بإمتياز، تتفقد خلالها الرعية، وتدخل بيوت الله للصلاة والتأمل، وتتحسس أحوال الناس وشؤونهم، في يسرهم وعسرهم ودائهم، وكان لك ما اردت. لعلك تعرف سيدي، أن قومنا طيّبٌ وصلب عند الشدة ويأبى الذل والهوان، واننا في ​لبنان​ درّة المسيحيين المشرقيين، اذ ان لهم في بلاد الأرز مكانة خاصة، وقد تعزز الوجود والمعتقد والدور عندما امسك قائد زمني استثنائي بناصية الحكم وبأزمة الطائف، فأعاد الى الوطن مناعته ومنعته وكرامته وعنفوانه، واسمه على الجبين المرفوع، فخامة الرئيس العماد ​ميشال عون​".

وأكد انه "نحن قوم لا نؤله الذات البشرية بل نزن الوزنات، وقد اعادها الينا سيد القصر وزنات مضاعفة في تجربة قاسية مرّ بها لبنان في بدايات الشهر المنصرم، فاذا بالرئيس القوي يملأ المساحات، التي اعتدنا على رماديتها، بزهو القرارات الحاسمة والصائبة وغير المرتبكة، فتوحد الشعب بأطيافه كافة حول الرئيس ووقف وقفة واحدة، كتفاً الى كتف، عندما شعر أن ثمة مسّاً بالكرامة الوطنية، فانتصر على الذات، بعد طول تشرذم وانقسام"، لافتا إلى ان "الأوطان تقاس إنجازاتها ويُخط تاريخها بأحرف من ذهب بقدر آلام شعوبها والتجارب القاسية التي عانت منها والإنتصارات التي سطّرت على العدوان، فيستحيل الألم املاً، والجرح غديراً عذباً".

وتوجه إلى العبسي قائلا: "تعرف كل ذلك سيدي، وغرسك من بلاد الشام، تلك البلاد المقاومة التي ينتصر فيها الحق على الباطل، والتي عانت من ​الإرهاب​ التكفيري والكوني القاتل والمدمّر، والمنحسر راهناً عن يأس وحقد، ونحن عانينا في لبنان من هذا الإرهاب وانتصرنا عليه في الداخل وعلى حدودنا الشرقية، على تخوم بلدات ملكية ومن خليط شعبنا المقاوم، فكان لجيشنا الباسل والمقاومة الرائدة انتصارات في الميدان ادّت الى تحرير الأرض من رجس هذا الإرهاب، وبقي النزوح الكثيف عندنا وقد تجاوزت اثقاله واعباؤه الحدود القصوى، وقد عقدنا العزم على الحلول الناجعة كي يعود النازح الى ارضه عودة آمنة في ظل ​سوريا​ الإنتصار."