لفت رئيس "​الحزب السوري القومي الإجتماعي​" ​حنا الناشف​، إلى أنّ "ل​فلسطين​ رواية، بدأت قبل ستة آلاف سنة مع أجدادنا الكنعانيين، واستمرّت حتى اليوم. عبر هذا الكمّ الهائل من السنين، اغتصبت أرض فلسطين من ​اليهود​ مرتين، مرّة دخلوا إليها رعاة مشرّدين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، فاغتصبوا جزءاً يسيراً من أرضها، لم يتجاوز في أوج عظمة مملكتي داوود وسليمان بضعة كيلومترات، واستمرّوا في قتال مع أهلها الكنعانيين الّذين كانوا رواد بحار وحضارة، أو في التقاتل فيما بينهم، حتّى تمّ سبيهم إلى بابل في القرن السادس قبل الميلاد، وتشرّدوا في الأرض بعد ذلك لآلاف السنين، وبقيت الأرض لأهل الأرض من الكنعانيين، الّذين كانوا قبلهم واستمرّوا بعدهم".

وأشار الناشف، في كلمة له خلال احتفال أقامه الحزب تحت شعار "من أجل ​القدس​ وكلّ فلسطين غضب ومقاومة"، إلى أنّ "في أواسط القرن الماضي، اغتصبوها مرّة ثانية شاهرين وعدهم الإلهي في وجه الفلسطينيين، الّذين لم يبارحوا الأرض منذ ستة آلاف سنة. وكأن الله الكليّ العدل والرحمة، ليس بعادل أو رحيم، فيعد شعباً بأرض ليست لهم، ويقتلع شعباً تجذّر في الأرض ليحلّ مكانه شعباً آخر يأتي به من جهات الدنيا الأربع".

ونوّه الناشف، إلى أنّ "للقدس أيضاً رواية، بناها شعبنا الكنعاني منذ آلاف السنين، وأطلق عليها الإسم الكنعاني "اورشليم" أي مدينة السلام، واغتُصبت أيضاً مرتين، مرّة على يد يشوع بن نون حين أوقف دوران الشمس حسب أسطورة التوراة وأسقطها بأصوات الأبواق. ومرّة حين سقط جزء عزيز منها في حرب الأيام الستة سنة 1967"، مبيّناً أنّ "في هذا السقوط الأخير، كان لأسلاف الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ مساهمة فعّالة في إسقاطها. وهذا لم يكن سراً من أسرار الحروب، بل تمّ جهراً وعلناً، بالتصريح وبالتلميح، تسليحاً ومعلومات، وإعطاء إشارة البدء وإعطاء إشارة التوقف".

وركّز على أنّ "أسلاف ترامب استمرّوا يحقنون وريد هذا المعتدي والمغتصب بشتّى أنواع المنشطات من الأسلحة والطائرات وأدوات القتل والدمار حتّى يومنا هذا. وذلك كلّه لكي يتفوق المغتصب أرضاً وجواً وبحراً على كلّ الجيوش العربية، وليستأثر المعتدي بضحيته حتىّ يستكمل التهامها"، مؤكّداً أنّ "ترامب يتابع مسيرة أسلافه، ليستكمل الإجهاز على القدس، فيعترف بها عاصمة ل​إسرائيل​. وفي هذا إمعان في الإعتداء على فلسطين، بل على كلّ العرب".

وتساءل الناشف، "إذا لم يكن سرّاً أنّ ​الولايات المتحدة الأميركية​ وقفت منذ البداية وتقف حتّى النهاية مع إسرائيل أي مع المعتدي والغاصب وضدّ الضحية، فلماذا نرى بعض العرب يلهثون في الهرولة وراءها مقبلين الأيادي، طالبين القرب، وسائلين الرضى والود؟ لماذا يودعون أموالهم وثرواتهم في مصارفها، ويبنون قصورهم على أرضها، ويتسابقون على شراء ما تنتجه مصانعها من أسلحة وطائرات وسلع؟ فإذا كان يزعم بعض العرب هؤلاء، أنّه مع فلسطين المغتصبة، ومع القدس الجريحة، فلماذا هم مع ​أميركا​ الّتي تعاديها وتناصر عدوها الغاصب؟ ألم يسمعوا بمقولة هم وضعوها: "صديق عدوك هو عدوُّك"؟ وإذا كانت أميركا صديقة عدوكم هي عدوكم، فلماذا تهرولون وراءها لتقوم بالوساطة كوسيط عادل بينكم وبين إسرائيل؟ وهل بإمكانها أن تكون وسيطاً عادلاً إذا كانت جهاراً نهاراً هي من تدعم عدوكم، وتؤازر عدوكم ليستكمل اغتصابكم؟".

وشدّد على أنّه "آن الأوان لتستفيقوا من سباتكم، فلسطين تستجير بكم فأجيروها. و​الشعب الفلسطيني​ الأبي والصابر والمناضل يتأوه، فهل تسمعون، وهو يستغيث بكم فهل تغيثون، ودمه يستصرخكم فهل تصغون؟"، متوجّهاً إلى الشعب الفلسطيني بالقول "يا شعبنا في فلسطين، انتفض، قل للغاصب سنجعل أرضنا كرة نار تحت أقدامك. قل لإسرائيل إنّ كلّ أساطيلها وطائراتها وسلاح دمارها لن يقوى على إرادتنا، لأنّنا شعب يحبّ الموت متى كان الموت طريقاً للحياة. قل لها إنّ إرادتنا هي الحقّ والحقيقة والعدل والعدالة، وهي القضاء والقدر. قل لها إنّ القدس لنا وهي عاصمتنا إلى الأبد، وفلسطين لنا منذ الأزل وستبقى لنا إلى الابد. ارفضوا اية مفاوضات بعد اليوم، فهي لم تعد عليكم إلّا بخسارة أجزاء عزيزة من أرضكم".

وأكّد الناشف أنّ "النصر لا يصنعه إلّا وحدتكم ووحدتنا كشعب واحد وكأمة واحدة، ف​الدولة اليهودية​ على أرضكم لم تنشأ بفضل المهارة اليهودية، بل بفضل التفسّخ الروحي الّذي اجتاح الأمة السورية ومزّق قواها وبعثر حماسها وضربها بعضها ببعض، وأوجدها في حالة عجز تجاه الاخطار والمطامع الأجنبية". ودعاهم إلى أن "ينبذوا خلافاتهم وينشدوا وحدتهم خلف مقاومتهم. وأن ينبذوا الّذي يُلبسون التخاذل والإستسلام دثار الواقعية والتسووية".