أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى انه "إذا كانت ردة فعل العدو مقياسا لصحة ما بدأه ال​فلسطين​يون منذ أيام فإن المؤشرات تدل على أنهم ماضون بالتأكيد في الاتجاه الصحيح"، لافتة إلى ان "الاتفاق المبدئي الذي تم في غزة بين حركتي فتح وحماس على تشكيل وحدة وطنية كان النافذة التي ينتظر الفلسطينيون والعرب فتحها منذ زمن لعل أشعة الشمس الصحية تدخل الزنزانة القاتمة التي دخلتها مسيرة النضال الفلسطينية منذ سبع سنوات، حين انفصلت غزة والضفة الغربية لتشكل كل منهما خطا منفصلا برؤى نضالية مستقلة ومتضاربة في كثير من الأحيان، الأمر الذي أضعف الموقف الفلسطيني بشكل عام وأتاح فرصة استغلتها إسرائيل بامتياز للتوغل في غطرستها وسياستها في توسعة المستعمرات وتهويد القدس".

ورأت الصحيفة ان "الاتفاق الذي أعلن عنه يوم الأربعاء الماضي بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين أثار غضب رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ الذي رد مباشرة بإلغاء اجتماع كان يفترض أن يعقد بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين يوم الأربعاء، وقصفت إسرائيل شمال غزة بعيد الإعلان عن الاتفاق مما أدى إلى جرح سبعة أشخاص. ما اعتبره الفلسطينيون "خبرا سارا" لم يكن كذلك بالنسبة لنتانياهو الذي خير السلطة الفلسطينية بين "السلام" مع إسرائيل والصلح مع حماس"، معتبرة ان "مشكلة نتانياهو أنه الوحيد الذي يصدق مسلسل الكذب المكشوف الذي يصر على ترديده حول وجود عملية "سلام" مع الفلسطينيين".

وأوضحت ان "المشكلة هي أن تاريخ المصالحات الفلسطينية لا يبشر كثيرا. ففي معظم الحالات السابقة، كانت المصالحات لا تتعدى كونها هدنة بين فتح وحماس يستخدمها كل فريق لتحقيق مكاسب عن طريق ابتزاز جهات إقليمية ودولية لا تكون راضية عن المصالحة. صحيح أن الفلسطينيين أمسكوا طرف الخيط وتقدموا خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن هناك الكثير من العقبات التي يعرفها الطرفان جيدا والتي قد تعيق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، خاصة أن هذه الحكومة يجب أن تكون مقبولة من المجتمع الدولي ليقبل التعامل معها".

وأضافت "لكن الأمل كبير بأن الفلسطينيين تعلموا الدرس من الماضي وأن خلاصهم الحقيقي هو في وحدة صفهم ومعالجة مشاكلهم بما يخدم المصلحة الفلسطينية العليا، بعيدا عن أي مصلحة حزبية أو شخصية".