أشارت مصادر دبلوماسية لـ"الديار" إلى انه "لا تسوية للملفات السياسية العالقة في لبنان خصوصا على صعيد إنهاء حالة الشغور الرئاسي والأمور مرهونة بما ستحمله تطورات المنطقة العسكرية في ​العراق​ من انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على بقية الملفات الإقليمية التي يبقى حلها مرهون بما ستسفر عنه التسويات بين أميركا وإيران ومن ورائهما بين إيران والسعودية خصوصا أن التسوية التي جرت في العراق والتي قضت بتعيين العبادي رئيسا للحكومة بدلا من المالكي لاتزال قيد الإختبار والمتابعة الحثيثة والتقييم الدقيق من قبل واشنطن وطهران ومن قبل المملكة العربية السعودية التي كانت ولو بطريقة غير مباشرة جزءاً أساسيا من هذه التسوية التي تضمنت إلى جانب إطلاق مرحلة سياسية جديدة في العراق مسالة إطلاق حملة عسكرية دولية ـ إقليمية منظمة لإجتثاث ارهاب تنظيم داعش الذي عاث فسادا وقتلا وإجراما في شمال العراق".

ولفتت المصادر الى أن "التوافق الأميركي - الإيراني - السعودي حول دعم العبادي في مهمته الوطنية ومحاربة ارهاب "داعش" في العراق لا يعني أبدا بأن اصلاح وضع العراق وانقاذه من هول ما يجري سيتم غدا و بكبسة زر سيما أن كل المعلومات المستقاة من أجهزة الإستخبارات الإقليمية والدولية تجمع على أن استئصال "داعش" والقضاء عليها عسكريا في العراق قد يستغرق فترة طويلة نظرا لشراسة قتال المسلحين الإرهابيين المدججين بأحدث الأسلحة الميدانية في الدفاع عن المساحات الواسعة التي يحتلها تنظيم "داعش" في العراق ونظرا أيضا بأن هناك بعض القوى الإقليمية والدولية التي تجد نفسها مستبعدة أو متضررة من التوافق الأميركي - الإيراني -السعودي قد تسعى لعرقلة هذا التوافق من خلال استمرارها في توفير الدعم المالي واللوجستي وعبور المسلحين الأجانب للإلتحاق بتنظيم داعش سواء في العراق أو في سوريا".