أشارت مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس لصحيفة "النهار" الى ان "الائتلاف الدولي - العربي - الإقليمي الواسع الذي أعلن رسمياً الحرب على تنظيم "داعش" والإرهابيين في العراق وسوريا وساحات أخرى مصمم في الوقت عينه على اغتنام هذه الفرصة، بصورة غير معلن عنها، لتصعيد المواجهة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتغيير موازين القوى جذرياً في الساحة السورية تمهيداً للعمل على تنفيذ حل سياسي شامل للأزمة في إشراف دولي - إقليمي يرتكز على نقل السلطة الى نظام جديد تعددي يحقق المطالب والتطلعات الحيوية لكل مكونات الشعب السوري بطريقة تضمن الحقوق المشروعة للغالبية وللأقليات معاً".

وأوضحت المصادر ان "المخاوف الروسية والإيرانية من أن يضرب الأميركيون نظام الأسد، جدية وحقيقية تعززها معلومات وردت الى باريس من موسكو وواشنطن وعواصم أخرى تركز على ثلاثة أمور رئيسية هي الآتية:

أولاً - ستتخذ الدول البارزة في هذا الائتلاف كل الإجراءات لمنع النظام من أن يستغل الحرب ضد "داعش" لمصلحته وأن يسيطر على مناطق هذا التنظيم بعد تعرضها لضربات الحلفاء. وقد وضع التحالف خططاً تهدف الى تمكين قوى المعارضة السورية المعتدلة التي تتعزز قدراتها العسكرية والتسلحية من السيطرة على هذه المناطق وتوفير الحماية لها.

ثانيا - إن الأسلحة الجديدة والمتطورة التي بدأت قوى المعارضة تتلقاها تهدف ليس فقط الى تمكينها من محاربة "داعش" بالتنسيق مع الأميركيين، بل أيضاً الى تعزيز قدراتها في المواجهة مع النظام في مختلف المناطق.

ثالثاً - ان الدول التي ستنفذ عمليات عسكرية متنوعة ضد "داعش" يمكن أن تقصف في الوقت عينه مواقع وقواعد وتجمعات لقوات النظام على أساس ان ثمة حاجة الى ذلك من أجل إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم، وهي مستعدة أيضاً لخوض مواجهة مباشرة مع القوات السورية اذا حاولت منعها من تنفيذ مهماتها، وضمن هذا النطاق وضعت الدول المعنية خططاً لضرب قواعد عسكرية للنظام ولشل قدراته الدفاعية الجوية وتعطيل أجهزة الرادار التابعة له. وتفيد المعلومات أن جهات إقليمية تشجع الإدارة الأميركية على تدمير عدد كبير من مواقع النظام من أجل تعطيل قدراته على مواصلة الحرب".