حذرت مصادر قيادية من حرب الشائعات التي تمارسها بعض التنظيمات الارهابية في الساعات الاخيرة من اجل تأجيج الحالة المتوترة التي تعيشها مع اقتراب فصل الشتاء الذي كان ماطرا يومي الاحد والاثنين الماضيين، والذي يضايق المتمترسين من مسلحي "داعش" و"جبهة النصرة" في جرود عرسال بعد فصلها عن البلدة وانقطاع التمويل وشراء الحاجيات اليومية والمواد الغذائية وما الى ذلك. اندلعت تلك الحرب باتهام "جبهة النصرة" بأن الامن العام رحّل عشرة اشخاص الى سوريا لتسليمهم الى النظام، ونفت المديرية في بيان صحة هذه المعلومة ثم قيل ان موكب المدير العام اللواء عباس ابرهيم تعرض لاطلاق نار في طرابلس، فسارعت المديرية الى نفيه ايضا.

ورأى احد الخبراء في الحرب النفسية ومراميها ان المروّج لتلك الشائعات يهدف الى تأليب الرأي العام على خصمه لاضعافه او تخويفه او لاشعال فتنة، وقد يكون هذا تمهيدا لعدوان مسلح ضد من يعارضه.

واشار الى ان استعمال مطلق الشائعات يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي التي هي الوسيلة السريعة للترويج وايصال الرسائل بدليل التعليقات العاجلة على المادة المطروحة للترويج، في محاولة لنسف ما تقوم به تلك المديرية من اجل ضبط اللجوء السوري في البلاد في محاولة لنسفه. ولم يعرف ما اذا كان يمهد لاعتداء يستهدف المديرية العامة للامن العام. والمثال على الشائعات التي سرت امس ان موكب المدير العام للامن العام استهدف في منطقة طرابلس، وثمة شائعة اخرى هي ان المديرية عينها رحّلت عددا من الرعايا السوريين عبر الحدود اللبنانية – السورية، وسارعت المديرية الى نفي الخبرين والتقصي عن مطلقهما لتحديد الهدف من بثهما.

واعتبر ان الاخطار في هذا المناخ هو الدعوة التي وجهها زعيم جماعة "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" الى السنة في لبنان على الانسحاب من الجيش الذي زعم انه يتلقى اوامره من "حزب الله".

وقلل من اهمية هذا النداء، وعقّب "لا خوف على الجيش ووحدته بسبب التنشئة الوطنية التي يتربى عليها ضباطه وافراده، مما يجعله محصنا ومدماكا اساسيا في اي حل او تسوية".

اما التطور الجديد الذي سجل امس فهو موقف لوزير الداخلية نهاد المشـنوق الذي ابدى انزعاجا من اســـــــــتمرار قطع الطرق الذي هو بمثابة عزل للمناطق عن بعضها البعض، واذا لم يتجاوب الاهالي فانه سيطرح القضية على مجلس الوزراء بعد غد الخميس لاتخاذ القرار المناسب.

والى جانب مساعي رئيس الحكومة في نيويورك وقبلها في الدوحة ثمة اتصالات اخرى من النوع الاستخباري لم تتوقف مع لبنان، وذلك حفاظا على سرية التحرك ومن اجل انجاحه. الا انه تكوّن لدى سلام انطباع مؤداه ان الدول الكبرى والاقليمية المعنية بما يجري في لبنان من جراء الازمة السورية – وبعضها له موقعه في المعادلة السياسية الداخلية – متفهمة للمحنة التي يجتازها وقد تطورت سلبا في الاشهر الاخيرة بعد احتلال جرود عرسال من مسلّحين قصدوها من سوريا.

ودعا الفاعليات السياسية والقيادات الامنية الى المضي في السهر على منع بعض المخططين لسورنة الوضع في لبنان او تقوية نفوذ التنظيمات الاصولية، ومما يشجع هو ان ليس من بيئة حاضنة لهذا التوجه، على الرغم من مؤيدين قلائل له.