لفت وزير الاتصالات ​بطرس حرب​ الى أن "قضية تنظيم قطاع الإتصالات تبقى تحديا أساسيا في لبنان، فبلدنا كان أول من أطلق خدمات الخليوي والأنترنت في المنطقة، إلا أنه من المؤسف أن دورنا قد تراجع في السنوات الأخيرة بعدما كان رائدا في إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى المنطقة، وقد ساهم عدم وضوح الرؤية وتكبيل القطاع بالروتين الإداري البطيء غير القادر على مواكبة التطور السريع في الإتصالات والإنكفاء عن تحرير القطاع".

وخلال إفتتاح مؤتمر المندويبن المفوضين للإتصالات أعماله في مدينة بوزان الكورية، أوضح حرب أنه "لغاية نهاية 2013 كانت العائدات المالية المباشرة في قطاع الإتصالات تأتي من فواتير المستهلك التي تشكل عنصرا أساسيا في واردات موازنة الدولة، وكانت النظرة إلى قطاع الإتصالات كقطاع مربح للدولة وليس كقطاع يساعد في نمو الإقتصاد على مختلف أشكاله"، مشيرا الى أن "سياستنا الحالية في مجال تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات في لبنان هي أن نرفع قدرة قطاع تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات ونجعلها القوة الحاسمة لتسريع عملية النمو الإقتصادي الشامل واستعادة دور لبنان في المنطقة كرائد في عالم الإتصالات والمعلومات".

وأكد أنه "لدي ثقة شديدة بأن تطوير تكنولوجيا الإتصالات يشكل الطريق الصحيح لنمونا الإقتصادي الشامل وتحقيق الإزدهار والتطور المحتمل لشعبنا. ومن أجل تحقيق ذلك، نعمل على تنظيم قطاع تكنولوجيا الإتصال والمعلومات من خلال إعادة تشغيل عملية تحرير قطاع الإتصالات في لبنان عبر إنشاء شركة إتصالات لبنان – ليبان تلكوم مع شركاء في القطاعين العام والخاص وإعادة تشكيل هيئة تنظيم الإتصالات TRA وتفعيل دورها والتوجه إلى خصخصة شركتي الخليوي المملوكتين من الدولة وإطلاق مشغّل خليوي ثالث من خلال إنشاء ليبان تلكوم المشار إليها، بالاضافة الى تخفيض تعرفة تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات".

وشدد حرب على "ضرورة تفعيل البنى التحتية لتكنولوجيا الإتصال والمعلومات"، موضحا أن "استثمارا حصل خلال السنتين الماضيتين على البنى التحتية لشبكة الإتصالات في مجالي الخليوي والثابت، أما اليوم فخطتنا الأستراتيجية ترمي إلى تطوير شبكة الجيل الثالث 3G وزيادة استثمارنا في الجيل الرابع المتطور العام 2015".

وأشار الى أننا "كقطاع إتصالات وتكنولوجيا المعلومات نواجه تحديا كبيرا في وجود العدد الهائل من اللاجئين السوريين في لبنان بسبب الحرب في سوريا، هناك أكثر من 1,2 مليون سوري دخلوا إلى لبنان خلال السنتين الأخيرتين، إنه حمل ثقيل على بلد من 4 ملايين نسمة"، لافتا الى أن "شبكة الإتصالات في لبنان تواجه تحديات تقنية عدة كالأمان، السعات، النوعية والتداخل الذي يحدث من شبكة الإتصالات السورية، وإننا نحاول بكل طاقاتنا توفير الخدمة للبنانيين وللنازحين بما تسمح لنا به إمكاناتنا وبما لا يعطّل تطلعاتنا الطموحة لتطوير القطاع".