أكدت مصادر بكركي لصحفية "الجمهورية" أن "محضر الاجتماع بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري موجود، والراعي لم يعِد الحريري بتأمين غطاء مسيحي للتمديد بعد رفض "التيار الوطني الحر" وحزبي "القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية التمديد، بل إنه أصر على انتخاب رئيس للجمهورية، فوَعده الحريري بأن يفعل كلّ ما في وسعه لانتخاب رئيس".

وأوضحت المصادر ان "الراعي لا يعارض أي تمديد تقني، إذا تم انتخاب رئيس قبل 20 تشرين الثاني، تاريخ انتهاء ولاية المجلس النيابي الممددة، لتتألف بعدها حكومة وحدة وطنية ويقر قانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل المسيحي، وتُجرى الانتخابات بعد تهيئة الأجواء السياسية والأمنية المناسبة"، مستغربةً "كيف يستطيع مجلس النواب التمديد لنفسه من دون القيام بأدنى واجباته ولا يلتئم لانتخاب رئيس"، متسائلةً "ألهذه الدرجة وصل مستوى وقاحة بعض النواب، وماذا ينتظرون بعد ليتحرّك ضميرهم؟".

وأشارت الى أن "الأحزاب المسيحية أوصلت نفسها الى هذا المأزق، فلو انتخب النواب رئيساً لما كنا نعاني ما نعانيه، أما إذا سار قطار التمديد بلا موافقة المسيحيين، فذلك يعني أن كل السياسات المسيحية خاطئة، فهم الذين كبروا المشكلة وعليهم حلّها وإلّا"، لافتةً الى أن "اجتماع الكرادلة برئاسة البابا فرنسيس ناقش أوضاع الشرق الأوسط، وقد ركزت مداخلة الراعي على الوضع السياسي العام ووضع المسيحيين، ودور مسيحيي لبنان في تشكيل صمام أمان لضمان الحضور المسيحي المشرقي، نظراً إلى دورهم النموذجي الاستثنائي"، مشددةً على أن "الدبلوماسية الفاتيكانية تبذل ما في وسعها، والبابا فرنسيس أوعز مجدداً، إلى جميع سفراء الفاتيكان في دول العالم لإجراء مشاورات دبلوماسية من أجل المساعدة وتسهيل انتخاب رئيس، لكن حتى الساعة لم تصل المساعي الى نتيجة".

وشددت المصادر على "أهمية الاجتماع الذي عقده الراعي مع أمين سر دولة الفاتيكان بيتر بارولين وسفراء دول الشرق، "حيث وضع بارولين تقريراً جديداً عن أوضاع المنطقة، وما يشهده لبنان والشرق، ورفعَه الى قداسة البابا للعمل مجدداً على أساسه"، كاشفةً أن "الفاتيكان والغرب يقولون للموارنة "إفعلوا شيئاً"، لأن الحل بجزئه الأكبر عندكم، ونحن لا ندخل في زواريب السياسة لإرضاء هذا الزعيم الماروني أو ذاك"، معتبرةً أن "القادة السياسيين "جرصوا" الموارنة في الخارج الذي يسألهم ماذا يحصل معكم؟، ألا ترون كل هذه العواصف التي تضرب المنطقة؟، لماذا لا تحركون ساكناً لإنقاذ الرئاسة والموارنة ومسيحيّي الشرق، خصوصاً أن الأساطيل والبوارج الغربية لن تتحرك لنجدتِكم، والضربات على "داعش" لم تكن على المستوى المقبول".