لفت مرجع أمني عبر "الجمهورية" الى إنّه "عاش لحَظات من القلق عندما بلغت إلى مسامعه، رواية جاءَته عبر الخبر السريع تتحدّث عن أصوات انفجارات كبيرة في جبل الشيخ"، لافتا الى أنه "سارع الى الإتصال بالمراجع الأمنية والعسكرية في البقاعَين الأوسط والغربي مستفسراً عما يحصل لعلّه يطمئن باله قبل أن يراجع غرفة العمليات المركزية ليتأكّد أن ليس هناك أيّ عمليات عسكرية على أراض لبنانية وأنّ ما يحدث هو غارات للطيران السوري داخل أراضيه".

وأشار الى أن "المسلحين المحاصَرين بين نارَين سورية ولبنانية في جرود ​عرسال​، اقتربوا من عيش حصار حقيقيّ، وما عليهم سوى البحث عن منطقة دافئة وآمنة سورية كانت أم لبنانية، قبل أن تحاصرهم الثلوج، وهو ما قد يقودهم الى عملية أقلّ ما يُقال فيها إنها انتحارية"، مضيفا: "أنّ مثل هذه العملية ليست بالأمر السهل إطلاقاً، فالعملية الغادرة التي شُنَّت في عرسال في اليوم التالي لعيد الجيش لا يمكن تكرارها، فقد تغيَّرت معالم المناطق التي انطلق منها المسلّحون من داخل عرسال وخارجها".

وشدد المرجع على أن "أيّ عملية في جرود ​بريتال​ مستحيلة ايضاً، وليس من السهل أن ينجح المسلّحون في عبور مواقع المراقبة الأمامية التي تبعد عشرات الكيلومترات عن المنطقة الآهلة، ويمكن توفير قوى الدعم لردّ أيّ عدوان وهو ما يضعهم في مأزق حقيقي"، لافتا الى أن "المنطقة التي ستشهد مثل هذه المواجهة بعيدة من الأحياء السكنية ولن يكون الجيش مضطراً للخوف من ارتكاب مجزرة بحقّ المدنيين، كما حدث في عرسال التي يقطنها عشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين والسوريين الذين تحوّلوا متاريس بشرية، ما منع استخدام الأسلحة الثقيلة فيها، معربا عن اعتقاده أن "أيّاً من السيناريوهات المتداوَلة لا تستبعد شنّ المسلّحين عملية من هذا النوع، لكنّها بالتأكيد ستكون عملية انتحارية بإمتياز، وعلى هذه القاعدة ستُبنى في رأيه المفاوضات المقبلة بشأنّ العسكريين المخطوفين، لأنها ميزان يُحدّد قدرة المسلّحين على إستثمار اوراق القوة إن وُجِدت لديهم، والعكس صحيح".