أشار رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق ​مصباح الأحدب​ إلى أنه قرر البقاء في المدينة منذ اطلاعه على تقارير تشير الى استفحال التطرف في المنطقة، قبل وجود تنظيمات داعش والنصرة.

ورأى الأحدب أن الوضع في طرابلس سيظل عرضة للتفجير في اي وقت ما زالت المنظومة المخابراتية في الشمال هي نفسها منذ عهد النظام السوري، وفريق 14 آذار حافظ عليها وثبتها، متسائلاً: "كيف تسلم طرابلس لمن يعتبرها وكرا للمجموعات المسلحة"، مذكراً بأن "النظام السوري أرسى هذه المعادلة لتخويف مسيحيي لبنان ولاظهار نفسه للغرب انه يضبط هذا الارهاب السني، كيف تحولت التبانة الى مربع امني، والجيش موجود داخلها".

وانتقد الاحدب القيادات السنية، معتبراً ان "ما يحدث هو ثمرة سياساتهم، بعد 14 آذار 2005 وانسحاب الجيش السوري من لبنان، أنشأ تيار المستقبل ما سمي بالأفواج، هي مجموعات من الشبان، ومولها ووعدها بالسلاح لتكون سندا له في خطابه ضد "حزب الله"، وفي 7 ايار تبين ان لا سلاح ولا من يحزنون، وبعد اتفاق الدوحة الشهير تخلوا عن هذه الافواج، وقطعوا عنها الاعانة المالية، اغتنم "حزب الله" الفرصة واستقطب هذه المجموعات العاطلة عن العمل، وراح يستخدمها كطابور خامس في المناطق السنية، حيث اصبح في طرابلس مجموعات تابعة لحزب الله ومجموعات تقاتله، هؤلاء انفسهم كانوا قبل ذلك في ساحة الشهداء ونادوا بالدولة والاعتدال".

ورأى ان "الزعماء السنة طرابلسيين وغيرهم هم من يمول قادة المحاور ويمدونهم بالسلاح"، مؤكداً الاحدب كلامه بالاستشهاد بما قاله العميد ابراهيم بشير الرئيس السابق للهيئة العليا للإغاثة في التحقيق من أن ميقاتي طلب منه صرف 23 مليار ليرة شهريا من حصة الهيئة على تمويل الاحداث في طرابلس عبر تغذية قادة المحاور.

ولفت إلى أن "هناك رأي عام اليوم ينادي بضرب بيئة كاملة، لانها حاضنة للتكفير، الاسبوع الماضي رمت قوات الباسيج في ايران الاسيد على وجوه نساء غير محجبات، هل يعني ذلك ان كل الايرانيين متطرفون؟ هل اصبحنا كلنا داعش؟ عكار هي خزان الجيش، تخرج قيادات لتعلن انها منطقة مناصرة للتكفير، يصورون بيئة بكاملها انها متعاطفة مع الارهاب"، مؤكداً أننا " البيئة الحاضنة للجيش والمساندة والداعمة له، لا ميليشيات لدينا ولا مقاومة"، قائلاً: "من يمول المسلحين في طرابلس لا يعيش فيها. الميقاتي والحريري خارج طرابلس، الميقاتي هو شريك لآل الاسد في كل اعمالهم، والحريري شريك في حكومة، بحجة الحفاظ على الاستقرار، ولارضاء حزب الله".

وشدد على أن "جوهر المشكلة ان هذه البيئة متعاطفة مع الثورة السورية"، قائلاً: "منذ البدء كنا ضد الانغماس في سوريا، وحزب الله يورط الجيش لأنه لم يستطع ان يحسم معاركه في القلمون، وفي الداخل السوري، هذا ما سيورطنا في مشكلة مع الشعب السوري".

وأكد الأحدب أن "الحل يكون على مستويين، ان تأخذ الدولة مسؤوليتها تجاه ابناء الشمال، وتدفع تعويضات للمتضررين، ومن ثم تفتح باب المشاريع الانمائية كما وعدونا، يتم بعدها تغيير المنظومة الاستخباراتية التي لا تزال هي نفسها منذ اول جولة قتالية حتى الآن".