راى مصدر وزاري لبناني في حديث لصحيفة "الحياة"، إن "البيان الذي أصدره رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ الثلاثاء الماضي بعد انتهاء اشتباكات طرابلس بين المجموعات المتعاطفة مع "داعش" و "جبهة النصرة" وبين ​الجيش اللبناني​، يصلح لأن يكون قاعدة لتسوية سياسية في لبنان تؤدي إلى انتخاب رئيس الجمهورية وإنهاء الشغور الرئاسي الذي دخل شهره السادس"، موضحاً أن "بيان الحريري تضمن موقفاً ميثاقياً فائق الأهمية يمهد لهذه التسوية إذا كان لها من حظوظ، بإعلانه رفضه تحويل المعارضة السورية لبنان ساحة تتساوى في الخراب مع التخريب القائم في سوريا، بموازاة مواصلته انتقاد استمرار تدخل "حزب الله" في الحرب السورية".

واعتبر المصدر أن "هذا الموقف هو شبه انسحاب منه من دعمه الثورة السورية انطلاقاً من لبنان، كترجمة عملية لدعوته إلى تحييد المسألة اللبنانية عن المسألة السورية، وعلى رغم أنها ليست المرة الأولى التي يدعو فيها إلى هذا التحييد، إلا أن رفضه الانتقام من قبل المعارضة السورية من حزب الله في البلدات التي تصيب فيها المدنيين والأبرياء وتؤجج الاحتقان المذهبي وتعطي حزب الله ذريعة لتدخله في الحرب السورية، هو نبرة جديدة في التعاطي مع خروق المجموعات السورية".

ورأى المصدر أن "الحريري توجه الى المعارضة السورية و"حزب الله" على السواء، بقوله: آن الأوان لفك الاشتباك بين الحدود اللبنانية والجبهة السورية، وبهذا يرتقي بموقفه درجة جديدة بعدما كان تركيزه و "المستقبل" سابقاً على وجوب انسحاب "حزب الله"، في تحذيره من الفتنة التي يقود إليها تورطه المتصاعد على الأراضي السورية".