هل هي خطوة ناقصة ان يقدم الرئيس الأعلى لحزب الكتائب على تقديم نفسه كخيار بديل عن ترشيح سمير جعجع بعدما وجد امين الجميل ان «لا امكانية ولا فرص متاحة لوصول جعجع وميشال عون الى قصر بعبدا »، ام هي ضربة معلم كتائبية في الوقت الرئاسي الضائع سددها الجميل في مرمى اخصامه وحلفائه وفي طليعتهم معراب والحلفاء في 14 آذار ممن يبايعون سمير جعجع للرئاسة بدون اي امل او فرص متاحة؟

الغوص في متاهة الحديث الاعلامي الاخير للرئيس امين الجميل الذي رشح فيه الأخير نفسه بعدما كشف وبحسب مصادر مسيحية عن تشاوره مع سعد الحريري والبطريرك الراعي يتبين منه ان داخل فريق 14 آذار عدة وجهات نظر حيال الموضوع الرئاسي، وان شد حبال يقوم بين الأفرقاء في الصف الواحد، بين من يعتبر ان ترشيح جعجع يقطع الطريق على وصول مرشح من فريق 14 آذار وبين القائلين ان رئيس القوات هو المرشح الأقوى والأكثر قدرة على مبارزة عون وإقصائه عن الرئاسة الاولى وقطع طريقه الى قصر بعبدا . ومن جهة اخرى ان ثمة من يتجرأ ليقول ان ترشيح جعجع لم يعد يجدي نفعاً ولا يعود بالخير الرئاسي على 14 آذار، كما ان حزب الكتائب بدا وكأنه غير آبه بردود الفعل التي ستأتي من معراب على ترشيحه الذي يعتبره حقاً شرعياً من حقوق رئيس الكتائب بعدما ثبت انه لا حظوظ لجعجع ولا لعون .

في قناعة رئيس الكتائب انه فعل كل ما يلزم وان كل شيء يكاد يصبح جاهزاً للاستحقاق الرئاسي، في رأي المصادر خاض معركة التمديد بعكس خيارات 14 آذار والمستقبل وحاكى هواجس الشارع المسيحي وتناغم مع الصرح البطريركي في رفض التمديد للمجلس النيابي. ليس ذلك فقط فالكتائب ابدت تمايزها في عدة محطات، فالتمايز الكتائبي بات واقعاً معروفاً من الجميع يفرض نفسه في تعاطي الكتائب مع الأحداث والملفات والى درجة يصعب فيها فهم ما تريده الكتائب مؤخراً، فالكتائب في نظر مراقبيها هي مع الشيء ونقيضه في آن معاً، ... الكتائب تنتمي الى 14 آذار إلا انها لا تجالس الآذاريين وتشاطرهم كل مواقفهم وتعود الى الأمانة العامة ثم تمتنع عنها عندما لا تشعر انها «أم الصبي» في 14 آذار، ....الكتائب لا تخطىء ابداً مع الصرح تدافع عن وجهة نظر سيد الصرح وتتفهم هواجسه في الزمن الصعب عندما يبتعد عن الراعي حلفاء ثورة الأرز، هي ربما مع الشىء ونقيضه في آن في قلب ثورة الأرز لكن «عقلها» يعزز مخاوفها على المسيحيين من خطر داعش والنصرة والارهاب التكفيري وربما في آن واحد هي تخشى سقوط نظام بشار الأسد وبقاءه.

وتؤكد المصادر ان القناعة الكتائبية دائماً انه لا يمكن لأحد المزايدة على الكتائب في مسألة السيادة والاستقلال، فهما خط أحمر والكتائب كانت في طليعة الذين قدموا شهداء الاستقلال منذ عام 1923، ودفعت غالياً فاتورة الدم، فيما الآخرون يكتفون بالتنظير عن الاستقلال والحرية من المنابر والساحات والصالات، الرئيس الجميل في تواصل وانسجام مع البطريرك الراعي بخلاف عدد من الشخصيات التي تقاطع الصرح من وقت الى آخر ووفق مزاجها وتقلباتها فالكتائب لا يمكنها ان تشارك الآذاريين في بعض المحطات «حردهم» على سيد الصرح، في كتاب حزب «الله الوطن والعائلة» تحتل الكنيسة المارونية أولوية وموقعاً خاصاً في المنطق الكتائبي «يصعب الافتراق عن الكنيسة مهما كان الثمن».

هذا التمايز الكتائبي يصعب توظيفه سواء في خانة الإيجابيات او السلبيات تضيف المصادر، التي تمهد الطريق او تقطعه على ترشيح الجميل، والسؤال هل يمكن ان تسير 14 آذار بترشيح امين الجميل وماذا عن وفرة المرشحين الآذاريين ؟ لا ترى المصادر في البيان الصادر عن معراب تعقيباً على كلام الجميل وفحواه ان ترشيح 14 آذار لغير سمير جعجع في غير محله، إلا ما يؤشر على عدم رضى على كلام الجميل كما على ترشيحه لرئاسة الجمهورية كبديل عن ترشيح سمير جعجع . وتضيف المصادر ان ما يصح على 8 آذار لا يصح على 14 آذار بالنسبة الى الترشيحات فإذا كان ميشال عون هو تقريباً المرشح الوحيد لـ 8 آذار وبالتالي لا يوجد لدى هذا الفريق مرشح يتم التداول به الا الجنرال بدليل ان سليمان فرنجيه عندما يطرح ترشيحه يرفض السير إلإ في عربة الجنرال، فإن لدى 14 آذار اكثر من حصان للانتخابات، ومعراب لا تريد التنحي عن الرئاسة .

وبالتالي فان خلاصة ما يمكن فهمه من بيان المصادر القريبة من معراب يوحي بتململ لا لبس فيه من موقف قيادة الصيفي، كما بعدم توافق في 14 آذار على مرشح آخر غير جعجع طالما لم يعلن الأخير انسحابه من المعركة، وبالتالي فان لا مصلحة لأي طرف في 14 آذار وخصوصاً المستقبل الذي سلفته معراب موقفاً مسيحياً مؤيداً في معركة التمديد لا يمكن ان يكون إلا الى جانب معراب في معركة الرئاسة .