هذا المساء يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود على طاولة الحوار بين الرئيس سعد الحريري والمحاوِر الزميل مرسال غانم في برنامج كلام الناس من العاصمة الفرنسية.

كثيرةٌ هي القضايا التي سيكشفها الرئيس الحريري على طاولة الحوار، عن طاولة الحوار، التي يتمُّ الإعداد لها في بيروت بين تيار المستقبل وحزب الله، برعايةٍ وعنايةٍ مباشرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي هذا المجال تُفيد المعلومات والمعطيات الموثوقة أنَّ أكثر من اجتماعٍ رعاه الرئيس بري بين قريبين جداً من الرئيس الحريري وقريبين من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، للتوصل إلى وضع جدول أعمال بالبنود التي ستتمُّ مناقشتها. وكلُّ هذه الإجتماعات موثَّقة بمحاضر، خصوصاً أنَّ الطرفين حريصان على أن يكون هناك كلامٌ واحد لا تحريف فيه ولا تجزئة، حيث أنَّ الإلتزام بالكلام الذي يُقال داخل الجدران الأربعة هو المعيار، إذ لا يجوز سحب الكلام تحت أيِّ ذريعةٍ من الذرائع، ولهذا كان هناك إصرارٌ على المحاضر.

***

أكثر من ذلك، فإنَّ الإهتمام بهذا الحوار لا يقتصر على الأفرقاء الداخليين بل هو يتعدَّاهم إلى مراجع دبلوماسية فاعلة. ويندرج في هذا الإطار، اللقاء الذي عقده السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري مع الرئيس نبيه بري، وكان لافتاً جداً التصريح الذي أدلى به، وهو عادةً يختار كلماته بعنايةٍ فائقة، حيث قال:

أنا حريص على التواصل مع دولة الرئيس نبيه بري وزيارته بين فترة وأخرى للإستماع إلى آرائه في عددٍ من المسائل الداخلية والإقليمية، ولإبداء تقديرنا على ما يبذله دولته من جهودٍ تهدف إلى التوصل لإنتخاب رئيس للجمهورية وإطلاق حوار بين القوى السياسية.

إذاً يُفهَم من هذا التصريح، أنَّ هناك حرصاً من المملكة العربية السعودية على الحوار وعلى ملء الفراغ الرئاسي، ولو لم يكن الأمر كذلك لَما كانت هذه الجدية سواء على مستوى قيادات الداخل أو على مستوى الجسم الدبلوماسي الذي عبّر عنه السفير العسيري، الذي يقول أيضاً:

إنَّ الأولوية التي يحتاجها لبنان حالياً، هي تعزيز وحدة صفِّ أبنائه وحصول توافق بين كلِّ القوى السياسية على إجراء حوار معمق، والإسراع في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، بمعزل عن الأحداث التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها.

هل هناك شرحٌ وتوضيح أكثر من هذين الشرح والتوضيح؟

إنطلاقاً من هذا الحرص بالإمكان القول إنَّ الحوار سينطلق، وإنَّ إشارة الإنطلاق سيُعطيها هذا المساء الرئيس سعد الحريري، ويُتوقَّع أن تتمَّ ملاقاته في منتصف الطريق، فتكون هناك خارطة طريق للأيام وللأسابيع الآتية، وفي هذه الحال يُتوقَّع أن يشهد لبنان الحدَّ المطلوب والمقبول من الإستقرار لتأمين المناخ الإيجابي للحوار.