ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن "قادة الثوار في سوريا الذين اصطفوا للإنضمام إلى برنامج التدريب والتسليح الذي نظمته وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي أي ايه" في حيرة بسبب ضعف التسليح".

وأوضحت الصحيفة أنه "عقب إطلاق برنامج التسليح في منتصف عام 2013، قامت "سي أي ايه" سرا بتحليل مكالمات الهواتف النقالة لقادة الثوار ورسائلهم على البريد الإلكتروني، بغية التأكد من كونهم حقا مسؤولين عن الرجال الذين زعموا أنهم يقاتلون تحت لوائهم، وكذلك تم إجراء مقابلات معهم، استمرت في بعض الأحيان لعدة أيام"، مشيرةً الى أن "هؤلاء القادة الذين اجتازوا هذه المرحلة، والذين منحوا لقب "القادة الموثوق بهم"، وقعوا على اتفاقات مكتوبة لتقديم معلومات حول جداول رواتب مقاتليهم واستراتيجيتهم بشكل تفصيلي في ميدان المعركة، وحينئذ فقط يمكنهم الحصول على المساعدة، التي كانت أقل بكثير مما يمكنهم الاعتماد عليها".

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن "بعض شحنات الأسلحة التي قدمت لهؤلاء القادة، كانت صغيرة لدرجة أجبرتهم على الاقتصاد في استخدام الذخيرة، حيث حصل أحد القادة المفضلين والموثوق به لدى الولايات المتحدة على ما يعادل 16 رصاصة شهريا لكل مقاتل، كما تم إخبار قادة الثوار بأن يسلموا قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات القديمة للحصول على أخرى جديدة، فضلا عن أنهم لم يتمكنوا من الحصول على قذائف لدبابات تمكنوا من الاستيلاء عليها"، مشيرةً إلى أنهم "عندما طالبوا بالحصول على ذخائر للتصدي لمقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة، قوبل طلبهم برفض من الولايات المتحدة"، موضحةً أن "جميع الأطياف يتفقون الآن على أن جهود الولايات المتحدة لمساعدة المقاتلين المعتدلين في قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد آلت إلى غير المأمول؛ فالأسد يتشبث بالسلطة بعد مقتل أكثر من 200 ألف مواطن سوري جراء الحرب، في مقابل عدم سيطرة المقاتلين المعتدلين سوى على جزء ضئيل من شمال سوريا، في حين أن تنظيم "داعش" وفرع تنظيم "القاعدة" الرسمي التابع له؛ جبهة "النصرة"، يحرزان تقدما فيما يتعلق بالاستيلاء على الأراضي".

ورصدت الصحيفة "تغير انتماءات وحدات المعارضة المدعومة كليا من جانب وكالة المخابرات المركزية، بما في ذلك المقاتلين البالغ تعدادهم "مئات قليلة" الذين خضعوا للبرنامج التدريبي؛ حيث انضم بعضهم إلى قوات ذات خلفية إسلامية، وآخرون انسحبوا من المعركة والبعض الآخر في عداد المفقودين".

ووفقا للصحيفة، توقفت وكالة المخابرات المركزية الأميركية مؤخرا عن تقديم المساعدة للجميع عدا عدد قليل من القادة الموثوق بهم في سوريا، فحولت الولايات المتحدة كثيرا من تركيزها إلى جنوب سوريا، حيث يبدو الثوار أكثر توحدا على الرغم من زعمهم عدم الحصول على 5 بالمئة إلى 20 بالمئة فقط من الأسلحة التي يطلبونها من الولايات المتحدة".

ونقلت عن بعض المسؤولين في إدارة أوباما القول أن "الجهد السري للمخابرات الأميركية حقق أقصى ما بوسعه في ظل وجود ظروف فوضوية بشمال سوريا فضلا عن خلافات سياسية في واشنطن وغيرها من الدول". وأفادت بأنه "في الوقت الذي كانت تمثل فيه مساعدة الثوار المعتدلين في محاربة نظام الأسد الهدف المنشود، لم يتوقع مسؤولو البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية سرعة بزوغ نجم "داعش"، الأمر الذي قلب الموازين رأسا على عقب ووضع تحالفات الثوار على رأس أولويات الولايات المتحدة في سوريا".

ورأت الصحيفة أن "تفاقم حدة التوتر يرجع إلى ازدياد قوة "داعش" في العام الماضي، مما دفع بعض القادة الموثوق بهم للضغط من أجل الحصول على أسلحة لملاحقة جبهة "النصرة"، غير أن مسؤولين أميركيين رفضوا ذلك لاعتقادهم بأن مقاتلة جبهة "النصرة" من شأنها استنزاف موارد البرنامج التدريبي"، مشيرة إلى أن "إدارة أوباما تناقش أيضا ما إذا كان يجب توسيع جهود "السي أي ايه" ليجاوز مجرد إزالة نظام الأسد".