ثمة أسئلة كثيرة تطرح، عن محاولات حلفاء دمشق، ايران وروسيا والصين، احتواء الدور التركي، والحد من تورطه في الحرب العدوانية على سورية.

موسكو عملت لإغراء وإغواء أنقرة، من خلال زيارة فلاديمير بوتين الأخيرة التي تم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية.

طهران لم تنقطع صلاتها واتصالاتها على جميع المستويات مع تركيا، وبلغت التبادلات التجارية حدود ال 30 مليار دولار سنوياً.

بكين أيضاً وسعت علاقاتها التجارية مع انقرة.

الوقائع، تشير بوضوح إلى أن حاكم الوهم التركي رجب طيب أردوغان، مصر بشكل عبثي إلى حد الجنون على تقويض الدولة الوطنية السورية، في جموح وأطماع امبراطورية لا حدود لها، وهو ذهب بجموحه الانتهازي إلى حدود الفضائح التي حطم من أجل تغطيتها، كل القيم التركية، من قصره الذي تبلغ مساحته نحو 200 الف متر مربع وكلفته نحو 700 مليون دولار، ويحتوي على ألف غرفة، وتزيد مساحته 30 ضعفاً عن البيت الأبيض الأميركي، وأكبر من قصر فرساي الشهير في فرنسا، إلى فضائح نجله وسرقاته، إلى نزعاته السلطوية والديكتاتورية، وغيرها من الفضائح، التي بدأت تهز أركان القضاء والعدالة التركيين.

حقيقة، فإن النفاق السياسي التركي تجاه موسكو وطهران وبكين، صار حالة من الابتزاز الاستراتيجي، مما يعني أن حلفاء دمشق بات عليهم أن يعرفوا جيداً أن تركيا جزء اساسي ورأس حربة في حلف الناتو، منذ تأسيس هذا الحلف، فعلى سبيل التذكير فقط، هي كانت العضو الأهم في حلف بغداد عام 1954، ورأس حلف السنتو بعد انهيار هذا الحلف عام 1958.

وهي الآن إضافة إلى كل ذلك، شريكة بائعي الكاز العربي، وخصوصاً السعودية وقطر في دعم وتمويل وتدريب الإرهاب بالتنسيق التام والشامل مع العدو الصهيوني وبرعاية أميركية كاملة، حيث الدوحة والرياض تغدقان المال الرهيب لتدمير العالمين العربي والإسلامي، إضافة إلى استفادتها القصوى من نهب النفط العراقي والسوري من قبل داعش وتسليمه إلى المافيات التركية التي يرعاها نجل اردوغان، بنحو عشرة دولارات للبرميل الواحد.

السلجوقي رجب طيب أردوغان، واضح تماماً، أنه يمضي نحو التقهقر، وربما بات يعرف أن أوراقه تحترق عند سيده الأميركي، وهو الذي استجلب كل شيء من أجل تفكيك سورية، استجلب الدرع الصاروخية لتؤمن له واشنطن التغطية لاحلامه السلجوقية.

استجلب داعش إلى عقر داره، تدريباً ودعماً، وبدا أنه صنع تكتيكياً بواسطة رئيس استخباراته حقان فيدان أبو بكر البغدادي، وفيدان لن يكون دمية الرجل المهووس، فهو مصنع أميركياً، وقد يكون في اللحظة التي تريد واشنطن انهاء خدمات اردوغان أول من "يبل" يده بصاحب القصر الغريب.

اردوغان الذي يشعر بقلق وذعر أنه يتقهقر، سينطبق عليه قول الكاتب المصري الراحل أحمد بهاء الدين يوماً، أن "السيدة أميركا لا تعطي – السيدة الشغالة – سوى غبار الأحذية".

لكن، هل سيطال السلجوقي هذا الغبار، ربما بدأت الصورة تتضح أمامه، فلم يبق أمامه سوى ذلك الباهت فرنسوا هولاند، الذي يحطم آخر بقايا عشيقة شارل ديغول، الذي قيل عنه يوماً "أن فرنسا كانت عشيقته"، فجاء خائن الديغولية الأول عام 1974 جاك شيراك ليبدأ بتهميشها، وحطم عنفوانها اليهودي المجري الأصل، نيكولا ساركوزي، والآن يذهب بها الرجل صغير القامة هولاند الذي وصلت شعبيته إلى الحضيض، وبات ينتظر أملاً.. حتى من ميشال سليمان، الذي حل يوماً رئيساً على لبنان.

عودة إلى حلفاء دمشق، فإن ما تمتلكه موسكو وطهران وبكين من أدوات ردع اقتصادية وسياسية.. وقوة، قادرة أن تضع حداً للإبتزاز الأردوغاني، وخصوصاً أن تطورات الأسابيع الأخيرة من الحرب على الدولة الوطنية السورية، كشفت مدى التنسيق والتكامل بين الإرهاب الداعشي – التركي في الشمال، والارهاب القاعدي عبر النصرة، وجيش زهران علوش السعودي، وعصابات الاعتدال الأميركي الذي يسمى "الجيش الحر" والعدو الاسرائيلي والنظام الاردني في الجنوب".

تحولات الميدان في سورية، بدأت كفة ميزانها ترجح لصالح الدولة الوطنية وحلفائها حيث معادلات ردع استراتيجية في الجنوب ضد العصابات الإرهابية والكيان الصهيوني ومن معهما عربياً، ولم يعد يهم إن قامت حرب كبرى، فحلفاء سورية من مقاومة وحرس ثوري باتوا مع الجيش العربي السوري في الميدان علناً وبراياتهم.

وفي الشمال، ستصبح بعد الغطرسة التركية، المواجهة لا محالة، فهل تكون بداياتها بالتلويح لأنقرة ببدء خطوات جدية تجارية ونفطية وغازية.

أن الحقيقة المجردة والواضحة هي أن دمشق رأس الكفاح العالمي ضد الغطرسة والهيمنة الأميركية على العالم، فهل سيعمل حلفاء عاصمة الأمويين لمواجهة الخطر المحدق بالعالم، جراء محاولات نقل حرائق الإرهاب التكفيري بواسطة انقرة والدوحة والرياض ومعهم تل أبيب وعمان إلى وسط آسيا وشمال افريقيا، وما بعدها، فتذكروا أن النداء الاول لداعش ليبيا: كان التهديد بطرق أبواب روما.